للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي رواية البخاريّ: "قالت: أسمع صوتًا يقطر منه الدم"، وفي رواية الكلبيّ: "فتعلَّقت به امرأته، وقالت: مكانك، فوالله إني لأرى حُمرة الدم مع الصوت"، وبيّن الحميديّ في روايته، عن سفيان أن الغير الذي أبهمه سفيان في هذه القصّة هو العبسيّ، وأنه حدّثه بذلك عن عكرمة مرسلًا، وعند ابن إسحاق: "فَهَتَفَ به أبو نائلة، وكان حديث عهد بعُرْس، فوثب في مِلْحفته، فأخذت امرأته بناحيتها، وقالت له: أنت امرؤ مُحَارَبٌ، لا تنزل في هذه الساعة، فقال: إنه أبو نائلة، لو وجدني نائمًا ما أيقظني، فقالت: والله إني لأعرف من صوته الشرّ"، وفي مرسل عكرمة: "أخذت بثوبه، فقالت: أُذَكِّرك اللهَ أن لا تنزل إليهم، فوالله إني لأسمع صوتًا يقطر منه الدم".

(قَالَ) كعب (إِنَّمَا هَذَا) الذي دعاني، (مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ)؛ أي: وهو ابن أخته، وصديقه لا يخاف منه شيئًا، (وَرَضِيعُهُ)؛ أي: رضيع محمد بن مسلمة، وقوله: (أَبُو نَائِلَةَ) بدل من "رضِيعُهُ"، واسمه سِلْكان - بكسر السين المهملة، وسكون اللام - ابن سلامة بن وقش الأنصاريّ الأشهليّ، ويقال: سِلْكان لقبٌ، واسمه سَعْد، شَهِد أُحُدًا، وكان من الرُّماة المذكورين من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وكان شاعرًا (١).

[تنبيه]: قوله: "أبو نائلة" بلا واو، هكذا وقع في النسخة الهنديّة، وكذا في النسخة التي عليها شرح الأبيّ، وهو الصواب، وهو بدل من "رضيعه"، كما أسلفته آنفًا، فهو رضيع محمد بن مسلمة، ووقع في معظم النسخ: "وأبو نائلة" بالواو، قال النوويّ رحمه الله: هكذا هو في جميع النسخ، قال القاضي عياض رحمه الله: قال لنا شيخنا القاضي الشهيد: صوابه أن يقال: "إنما هو محمد، ورضيعه أبو نائلة"، وكذا ذكر أهلُ السِّيَر، أن أبا نائلة كان رضيعًا لمحمد بن مسلمة، ووقع في "صحيح البخاريّ": "ورَضِيعي أبو نائلة"، قال: وهذا عندي له وجه إن صَحّ أنه كان رضيعًا لكعب، فله وجهٌ، والمعروف ما ذكرنا. انتهى (٢).


(١) راجع: "عمدة القاري" ٢٥/ ٣٢٩.
(٢) "إكمال المعلم" ٦/ ١٧٧ - ١٧٨، و"شرح النوويّ" ١٢/ ١٦٢.