للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأيام، وهو محاصِرها. انتهى (١).

(وَرَكِبَ أبو طَلْحَةَ) زيد بن سهل بن الأسود بن حَرَام الأنصاريّ النّجّار، مشهور بكنيته، من كبار الصحابة، شَهِدَ بدرًا وما بعدها، مات - رضي الله عنه - سنة (٣٤)، تقدّمت ترجمته في "الحيض" ٧/ ٧٢٠. وقوله: (وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ) جملة في محلّ نصب على الحال، و"الرديف": هو الذي تحمله خلفك على ظهر دابّتك. (فَأَجْرَى نَبِيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)؛ أي: مركوبه، فمفعول "أجرى" محذوف، (فِي زُقَاقِ خَيْبَرَ) - بضمّ الزاي، وتخفيف القاف؛ كغُراب -: السّكّةُ، ويؤنّث، جمعه زُقّانٌ، وأزِقّةٌ، قاله المجد (٢)، وقال الفيّوميّ: الزُّقَاقُ: دون السِّكّة، نافذةً كانت، أو غير نافذة، قال الأخفش: أهل الحجاز يؤنّثون الزُّقاق، والطريق، والسبيل، والسوق، والصراط، وتميم تُذكّر، والجمع: أَزِقَةٌ، مثلُ غُراب وأغرِبَةٍ. انتهى (٣).

(وَإِنَّ رُكْبَتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِيِّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَانْحَسَرَ)؛ أي: انكشف (الإِزَارُ)؛ أي: إزاره - صلى الله عليه وسلم -، وهو - بكسر الهمزة -: ما يَستُر أسافل البدن (٤)، وقال الفيّوميّ: الإزار معروف، والجمع في القلّة: آزرةٌ، وفي الكثرة: أُزُرٌ، بضمّتين، مثلُ حمار وأحمرة، وحُمُرٍ، ويذكّر، ويؤنّث (٥). (عَنْ فَخِذِ نَبِيِّ الله - صلى الله عليه وسلم -) فيه حجة لمن يقول: إن الفخذ ليست بعورة، وسيأتي تمام البحث قريبًا. (وَإِنِّي لأَرَى بَيَاضَ فَخِذِ نَبِيِّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمَّا دَخَلَ) النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (الْقَرْيَةَ)؛ أي: خيبر، وهذا مُشعر بأن ذلك الزقاق كان خراج القرية، (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("اللهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ) من باب تَعِبَ، يقال: خَرِبَ المنزلُ، فهو خَرَاب، ويتعدى بالهمزة، والتضعيف، فيقال: أخْرَبْتُهُ، وخَرَّبته، وهو ضد العُمْرَان، وأما خَرَبَ، يَخْرُبُ، كقَتَلَ، يَقْتُل، خِرَابَةً، بالكسر، إذا سَرَق، كما في "المصباح"، فلا يناسب هنا. (خَيْبَرُ)؛ أي: صارت خرابًا، وهل ذلك على سبيل الخبرية، فيكون ذلك من


(١) راجع: "عمدة القاري" ٤/ ٨٤.
(٢) "القاموس المحيط" ص ٥٦٥.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٢٥٤.
(٤) "التوقيف على مهمّات التعريف" ص ٥٢.
(٥) "المصباح المنير" ١/ ١٣.