للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن الأثير: "من هناتك"؛ أي: من كلماتك، أو من أراجيزك، وفي رواية: "من هُنَيّاتك" على التصغير، وفي أخرى: "من هُنيهاتك" على قلب الياء هاء. انتهى (١).

وقال الفيّوميّ رحمه الله: "الهَنُ" خَفِيفُ النون: كناية عن كلّ اسم جنس، والأنثى: هَنَةٌ، ولامها محذوفة، ففي لغة هي هاء، فيُصَغَّر على هُنَيْهَةٍ، ومنه يقال: مَكَثَ هُنَيْهَةً؛ أي: ساعةً لطيفةً، وفي لغة هي واو، فَيُصَغَّر في المؤنث على هُنَيَّةٍ، والهمز خطأٌ؛ إذ لا وجه له، وجمعها: هَنَوَاتٌ، وربما جُمِعت: هَنَاتٍ، على لفظها، مثل عِدَاتٍ، وفي المذكَّر: هُنَيٌّ، وبه سُمِّي، ومنه هُنَيٌّ مولى عمر - رضي الله عنه -، وكُنِي بهذا الاسم عن الفَرْج، ويُعْرَب بالحروف، فيقال: هَنُوهَا، وهَنَاهَا، وهَنِيهَا، مثلُ أخوها، وأخاها، وأخيها، وقيل: المحذوف نون، والأصل: هَن، بالتّثقيل، فَيُصَغَّرُ على هُنَيْنٍ. انتهى (٢).

ووقع عند البخاريّ في "الدعوات" من وجه آخر، عن يزيد بن أبي عبيد: "لو أسمعتنا من هَنَاتك" بغير تصغير.

(وَكَانَ عَامِرٌ)؛ أي: ابن الأكوع، (رَجُلًا شَاعِرًا) قيل: هذا يدلّ على أن الرجز من أقسام الشعر؛ لأن الذي قاله عامر حينئذ من الرجز. (فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ)؛ أي: يحثّ رواحلهم على السير، يقال: حَدَوتُ بالإبل أَحْدُو حَدْوًا: حَثَثْتُها على السير بِالْحُداء، مثلُ غُرابٍ، وهو الْغِنَاءُ لها، وحَدَوتُهُ على كذا: بَعَثتُهُ عليه (٣)، وقوله: (يَقُولُ) بيان لمعنى "يحدو"، (اللَّهُمَّ) قال النوويّ رحمه الله: كذا الرواية، قالوا: وصوابه في الوزن: "لاهمّ"، أو "تا الله"، أو "والله لولا أنت"، كما في الحديث الآخر: "والله لولا الله". انتهى (٤).

وقال في "الفتح": في هذا القسم زِحَافُ الخزم - بمعجمتين - وهو زيادة سَبَبٍ خَفِيف في أوله، وأكثرها أربعة أحرف، وقد تقدّم في الجهاد من حديث البراء بن عازب - رضي الله عنهما -، وأنه من شِعْر عبد الله بن رواحة، فيَحْتَمِلُ أن يكون هو وعامر تواردا على ما تواردا منه، بدليل ما وقع لكل منهما، مما ليس عند


(١) "عمدة القاري" ٢٢/ ١٨٤.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٦٤١ - ٦٤٢.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ١٢٥.
(٤) "شرح النوويّ" ١٢/ ١٦٦.