للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الْحَدِيثِ)، وفي بعض النسخ: "من الحديث"، والأولى أوضح. (فِي حَرْفَيْنِ) أحدهما قوله: "شَاحِبًا"، بدل "ساكتًا" في قوله: "رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساكتًا"، والثاني قوله: "نشأ بها" بدل قوله: "مشى بها"، وإلى الثاني أشار البخاريّ بعد أن أخرجه عن عبد الله بن مسلمة، عن حاتم بن إسماعيل: بقوله: "حدّثنا قُتيبة، حدّثنا حاتم، قال: نشأ بها". انتهى.

قال الجامع عفا الله عنه: هذا الذي ذكرته من أن المراد بالحرفين اللذين خالف فيهما قتيبةُ محمدَ بن عبّاد الكلمتان المذكورتان هو الأَولى من حمل بعضهم الحرفين على زيادة الياء والنون في قوله: "وألْقِيَن" الآتي بعده، وإطلاق الحرف على مطلق الكلمة سائغ في الاستعمال، فتنبّه.

[تنبيه]: رواية قتيبة التي أشار إليها المصنف أخرجها البخاريّ في "الأدب" من "صحيحه"، فقال:

(٦١٤٨) - حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدَّثنا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، فَسِرْنا ليلًا، فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: ألا تُسمِعنا من هُنيهاتك؟ قال: وكان عامر رجلًا شاعرًا، فنزل يحدو بالقوم، يقول:

اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا … وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا اقْتَفَيْنَا … وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا

وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا … إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا

وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا السائق؟ " قالوا: عامر بن الأكوع، فقال: "يرحمه الله"، فقال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لو أمتعتنا به، قال: فأتينا خيبر، فحاصرناهم، حتى أصابتنا مَخْمَصةٌ شديدةٌ، ثم إن الله فتحها عليهم، فلما أمسى الناس اليوم الذي فتِحت عليهم، أوقدوا نيرانًا كثيرةً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذه النيران؟ على أيّ شيء توقدون؟ " قالوا: على لحم، قال: "على أيّ لحم؟ " قالواة على لحم حُمُرِ إنسيّة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أهرقوها، واكسروها"، فقال رجل: يا رسول الله، أو نهريقها، ونغسلها؟ قال: "أو ذاك"، فلما تصافّ القوم، كان سيف عامر فيه قِصَرٌ، فتناول به يهوديًّا