للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ") قال النوويّ رحمه الله: ضبطنا هذه اللفظة هنا في مسلم بوجهين، وذكرهما القاضي أيضًا.

الصحيح المشهور الذي عليه جماهير رواة البخاريّ ومسلم: "مَشَى بها" بفتح الميم، وبعد الشين ياء، وهو فعل ماض من المشي، وبها جار ومجرور، ومعناه: مشى بالأرض، أو في الحرب.

والثاني: مُشابهًا بضم الميم، وتنوين الهاء، من المشابهة؛ أي: مُشابهًا لصفات الكمال في القتال، أو غيره مثلَه، ويكون مشابهًا منصوبًا بفعل محذوف؛ أي: رأيته مشابهًا، ومعناه: قَلَّ عربيّ يشبهه في جميع صفات الكمال.

وضبطه بعض رواة البخاريّ: "نشأ بها" بالنون والهمز؛ أي: شَبَّ، وكَبِرَ، وهاء عائدة إلى الحرب، أو الأرض، أو بلاد العرب، قال القاضي: هذه أوجه الروايات. انتهى (١).

وقال في "الفتح": قوله: "قَلَّ عربيٌّ مَشَى بها مثلُهُ" كذا في هذه الرواية بالميم، والقصر، من المشي، والضمير للأرض، أو المدينة، أو الحرب، أو الخصلة.

قال: ورواه قتيبة بلفظ: "نشأ" بنون، وهمزة، وحَكَى السهيليّ أنه وقع في رواية: "مُشابِهًا" بضم الميم اسم فاعل من الشبه؛ أي: ليس له مشابهٌ في صفات الكمال في القتال، وهو منصوب بفعل محذوف، تقديره: رأيته مشابِهًا، أو على الحال من قوله: "عربيّ قال السهيليّ: والحال من النكرة يجوز إذا كان في تصحيح معنى، وقال السهيليّ أيضًا: ورُوِيَ: "قَلَ عربيًّا نشأ بها مثلُهُ" والفاعل "مثلُهُ"، وعربيًّا منصوب على التمييز؛ لأن في الكلام معنى المدح، على حَدِّ قولهم: "عَظُم زيدٌ رجلًا، وقَلَّ زيدٌ أدبًا". انتهى (٢).

وقوله: (وَخَالَفَ قُتَيْبَةُ) بن سعيد شيخه الأول (مُحَمَّدًا)؛ أي: ابن عبّاد شيخه الثاني الذي ساق متن الحديث بلفظه كما صرّح به في أول الإسناد، (فِي


(١) "شرح النوويّ" ١٢/ ١٦٩.
(٢) "الفتح" ٩/ ٢٩٩، كتاب "المغازي" رقم (٤١٩٦).