للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على ما يراه جُهّال المتزهدين أهل الدّعاوى الممخرقين (١).

وقال في "العمدة": فيه من الفوائد أن للحفر في سبيل الله وتحصين الديار وسدّ الثغور منها أجرًا كأجر القتال، والنفقةُ فيه محسوبة في نفقات المجاهدين إلى سبعمائة ضعف، وفيه استعمال الرجز والشعر، إذا كانت فيه إقامة النفوس، وإثارة الأَنَفَة. انتهى (٢).

٤ - (ومنها): جواز إنشاد الشعر المباح، وجواز الاستماع إليه، قال القرطبيّ رحمه الله: وقد يَستدل بإنشاد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه هذه الأسجاع وأشباهها أهلُ الْمُجُون والْبِدَع من المتصوّفة على إباحة ما أحدثوه من السَّماع المشتمل على مناكر لا يرضى بها أهل المروءات، فكيف بأهل الديانات؟! كالطارات، والشبابات، واجتماع المغاني وأهل الفساد والشبَّان، والغناء بالألحان، والرقص بالأكمام، وهزّ الأقدام، كما يفعله الفسقة الْمُجَّان، ومجموع ذلك يُعلم فساده وكونه معصية من ضرورة الأديان، فلا يحتاج في إبطاله إلى إقامة دليل ولا برهان، وقد كتبنا في ذلك جزءًا حسنًا سميناه: "كشف القناع عن حكم مسائل الوَجْد والسَّماع". انتهى كلام القرطبيّ رحمه الله (٣)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:

[٤٦٦٢] (. . .) - (حَدَّثنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ الأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا").

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيّ) بن حسّان الْعَنْبَريّ مولاهم، أبو سعيد البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ حافظٌ عارف بالرجال والحديث [٩] (ت ١٩٨) وهو ابن (٧٣) سنةً (ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ ١ ص ٣٨٨.

والباقون هم المذكورون في السند الماضي.


(١) "المفهم" ٣/ ٦٤٥.
(٢) "عمدة القاري" ١٤/ ١٣١.
(٣) "المفهم" ٣/ ٦٤٥.