للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى - وفي رواية للبخاريّ: "غَطَفَانُ، وفَزَارة"، وهو من الخاصّ بعد العامّ؛ لأن فزارة من غطفان.

ويأتي للمصنّف في الحديث التالي، من رواية إياس بن سلمة، عن أبيه: "قَدِمنا الحديبية، ثم قَدِمنا المدينة، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبظهره، مع رَبَاح غلامه، وأنا معه، وخرجت بفرس لطلحة أُنَدِّيه، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الْفَزَاريّ".

ولأحمد، وابن سعد من هذا الوجه: "عبد الرحمن بن عُيينة بن حِصْن الفزاريّ، وقد أغار على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستاقه أجمع، وقَتَل راعيه، قال: فقلت: يا رَبَاح خذ هذا الفرس، وأبلغه طلحة، وأبلِغْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر".

وللطبرانيّ من وجه آخر، عن سلمة: "خرجت بقوسي، ونَبْلي، وكنت أرمي الصيد، فإذا عُيينة بن حِصن قد أغار على لقاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستاقها".

ولا منافاة، فإن كُلًّا من عيينة، وعبد الرحمن بن عيينة كان في القوم.

وذكر موسى بن عقبة، وابن إسحاق أن مَسعدة الفزاريّ كان أيضًا رئيسًا في فزارة في هذه الغزاة. انتهى (١).

(قَالَ) سلمة - رضي الله عنه -: (فَصَرَخْتُ ثَلَاثَ صَرَخَاتٍ) وفي رواية المستملي: "بثلاث صرخات" بزيادة الموحّدة، وهي للاستغاثة. (يَا صَبَاحَاهْ) هي كلمة تقال عند استنفار من كان غافلًا عن عدوّه.

وقال في "الفتح": قوله: "يا صباحاه": هو منادى مستغاثٌ، والألف للاستغاثة، والهاء للسكت، وكأنه نادى الناس استغاثةً بهم في وقت الصباح، وقال ابن الْمُنَيِّر: الهاء للندبة، وربما سقطت في الوصل، وقد ثبتت في الرواية، فيوقف عليها بالسكون، وكانت عادتهم يُغيرون في وقت الصباح، فكأنه قال: تأهبوا لِمَا دَهَمَكُم صباحًا. انتهى (٢).


(١) "الفتح" ٩/ ٢٩٠، كتاب "المغازي" رقم (٤١٩٤).
(٢) "الفتح" ٦/ ١٦٤.