للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"فبصق" بالصاد المهملة، وهما بمعنى واحد، قال الفيّوميّ رحمهُ اللهُ: بَسَقَ بُساقًا بمعنى بَصَقَ، وهو إبدال منه، ومنعه بعضهم، وقال: لا يقال: بسَقَ بالسين إلا في زيادة الطول، كالنخلة وغيرها، وعزاه إلى الخليل. انتهى (١). (فِي عَيْنَيْهِ)؛ أي: عيني عليّ - رضي الله عنه -، (فَبَرَأَ) بتثليث الراء، قال الفيّوميّ رحمهُ اللهُ: بَرَأَ من المرض يَبْرَأُ، من بابي نَفَعَ، وَتَعِبَ، وبَرُؤَ بُرْءًا، من باب قَرُب لغةٌ: شُفِي، وتخلّص مما فيه (٢). (وَأَعْطَاهُ)؛ أي: أعطى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عليًّا (الرَّايَةَ، وَخَرَجَ مَرْحَبٌ)؛ أي: إلى المعركة طالبًا من يبارزه، (فَقَالَ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ) تقدّم شرح الرجز. (فَقَالَ عَلِيٌّ) - رضي الله عنه - (أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي) هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشميَّة، والدة عليّ، وإخوته، قيل: إنها تُوُفّيت قبل الهجرة، والصحيح أنها هاجرت، وماتت بالمدينة، وبه جزم الشعبيّ، قال: أسلمت، وهاجرت، وتوفيت بالمدينة (٣)، ليس لها رواية، ولكن لها ذكرٌ فقط. (حَيْدَرَهْ)؛ أي: أسدًا، و"الحيدر، والحيدرة، والحادر من أسماء الأسد، سُمّي بذلك؛ لغِلَظه، وقوّته"، وقال النوويّ رحمهُ اللهُ: حَيْدَرَةُ: اسم للأسد، وكان عليّ - رضي الله عنه - قد سُمِّي أسدًا في أول ولادته، وكان مرحب قد رأى في المنام أن أسدًا يقتله، فذكّره عليّ - رضي الله عنه - ذلك؛ لِيُخِيفه، ويُضْعِف نفسه، قالوا: وكانت أم عليّ سمّته أوّلَ ولادته أسدًا باسم جدّه لأمه أسد بن هاشم بن عبد مناف، وكان أبو طالب غائبًا، فلما قَدِمَ سماه عليًّا، وسُمِّي الأسدُ حَيْدَرة؛ لِغِلَظه، والحادر: الغليظ القويّ، ومراده: أنا الأسد على جُرْأته، وإقدامه، وقوّته. انتهى (٤). (كَلَيْثِ غَابَاتٍ)؛ أي: أنا مثلُ الأسد الذي يعيش في الغابات، و"الليث" اسم للأسد، وجمعه لُيُوثٌ، والأنثى ليثة، وجمعها لَيْثَات، و"الغابات": جمع غابة، وهي الشجر الْمُلْتَفّ، سُمّيت بذلك؛ لأنها تغيّب فيها من دخلها، وتُطلق أيضًا على عَرِين الأسد؛ أي: مأواه،


(١) "المصباح المنير" ١/ ٤٩.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٤٧، و "المعجم الوسيط" ١/ ٤٦.
(٣) راجع: "الإصابة في تمييز الصحابة" ٨/ ٦٠.
(٤) "شرح النوويّ" ١٢/ ١٨٥.