للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بسيفي، حتى آتي بهم النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وجاء عمي عامر بِمِكْرَز، أو ابن مكرز رجلٍ من الْعَبَلات، يقود به فرسه، مُتسلِّحًا في سبعين رجلًا، فلما نظر إليهم نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ذَرُوهم، يكن لهم بَدْء الفجور وثِنَاهُ"، ثم رجعنا إلى المدينة، فمررنا على جبل بيننا وبين العدوّ، فاستغفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن طلعه تلك الليلة، فأطلعته ثلاث مرّات، أو مرتين، ثم قَدِمنا المدينة، فخرجت بفرس طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - مع رَبَاح - رضي الله عنه - غلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان بِغَلَس، إذا نحن بعبد الرحمن بن عيينة بن بدر الْفَزَاريّ، قد أغار على سرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستاق هو وأصحابه، وقَتَلوا راعيها، فقلت: يا رَبَاح، اركب هذا الفرس، فأبلغه طلحة، وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن المشركين قد أغاروا على سرحه، وقَتَلوا راعيه، قال: وأشرقت شَرْقًا (١) من الأرض، ثم ناديت بأعلى صوتي: يا صباحاه، ثم اتَّبعت القوم، أرميهم بالنبل، وأقول:

أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ … الْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ

وأهوي لرجل منهم بسهم، فأضعه في بعض (٢) الكتف، ثم قلت: خُذْهَا:

وَأَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ … وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ

فلم أزل أرميهم بالنبل، فإذا حملوا عليّ لجأت إلى شجرة، ثم نثرت نبلي، فعقرت بهم، وإذا تضايق الوادي، عَلَوت عليهم الجبل، فرميتهم بالحجارة، حتى أحرزت الظهر الذي أخذوا كلَّه، وأخذت من مُشاتهم سوى ذلك أكثر من ثلاثين رُمْحًا، وثلاثين بُرْدةً، يطرحونها، لا أضم منها شيئًا ثمة إلا جعلته طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وجعلت عليه حجارةً علامةً؛ ليعرفوا، فلما امتدّ الضحى إذا عُيينة بن بدر أبو عبد الرحمن قد أتاهم مددًا،


(١) هكذا النسخة "شرقًا" بالقاف، ولعله مصحّف من "شَرَفًا"، وقد تقدّم من رواية مسلم بلفظ: "ثم قمت على أَكَمة"، فليُحرّر، والله تعالى أعلم.
(٢) هكذا النسخة "بعض"، والظاهر أنه مصحّفٌ من "نُغْض"، كما سبق في رواية مسلم، فليُحرّر.