أخرجه (المصنّف) هنا [٤٤/ ٤٦٧١](١٨٠٨)، و (أبو داود) في "الجهاد"(١٨٠٨)، و (الترمذي) في "التفسير"(٣٢٦٤)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٥/ ٢٠٢ و ٦/ ٤٦٤)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(٧/ ٤٠٥)، و (أحمد) في "مسنده"(٣/ ١٢٢ و ٢٩٠) و (أبو عوانة) في "مسنده"(٤/ ٢٩١)، و (الرويانيّ) في "مسنده"(٢/ ٣٩٠)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٦/ ٣١٨)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في اختلاف الأخبار في سبب نزول الآية الكريمة: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} الآية:
حديث أنس - رضي الله عنه - هذا صريح في أن الآية نزلت في قصّة هبوط هؤلاء الثمانين من جبل التنعيم، وقد تقدّم من حديث سلمة بن الأكوع في الباب الماضي أنها نزلت لَمّا قُتل ابن زُنيم، فجاء سلمة بأربعة من المشركين، يسوقهم، وجاء عمه عامر - رضي الله عنه - برجل من العَبَلات، يقال له: مِكرز، في سبعين من المشركين، فنظر إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:"دعوهم يكن لهم بَدْء الفجور وثناه"، فعفا عنهم، فنزلت الآية.
وذكر في "صحيح البخاريّ" أنها نزلت في قصّة أبي بصير - رضي الله عنه -، قال في "الفتح" عند قوله: "فأنزل الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} ما نصّه: كذا هنا، وظاهره أنها نزلت في شأن أبي بصير، وفيه نظر، والمشهور في سبب نزولها ما أخرجه مسلم، من حديث سلمة بن الأكوع، ومن حديث أنس بن مالك أيضًا - يعني: حديث الباب، والباب الماضي - وأخرجه أحمد، والنسائيّ، من حديث عبد الله بن مغفل، بإسناد صحيح، أنها نزلت بسبب القوم الذين أرادوا من قريش أن يأخذوا من المسلمين غِرَّةً، فظَفِروا بهم، فعفا عنهم النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت الآية، وقيل في نزولها غير ذلك. انتهى (١).
وأخرج أحمد بسند صحيح، عن عبد الله بن مُغَفَّل المزنيّ - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن، وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الحديث، وفيه: فبينا نحن