للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رجال هذا الإسناد: خمسة:

وكلّهم تقدّموا في السند الماضي، سوى شيخه، فتقدّم قبل ثلاثة أبواب.

شرح الحديث:

(عَنْ أَنَسِ) بن مالك - رضي الله عنه - (أَنَّ أمَّ سُلَيْمٍ) بنت مِلْحَان بن خالد الأنصاريّة، والدة أنس المذكور، اشتهرت بكنيتها، واختُلف في اسمها، فقيل: سهلة، أو رُميلةُ، أو رُميثة، أو مُليكة، وقيل غير ذلك، تزوّجت مالك بن النضر في الجاهليّة، فولدت له أنسًا، وأسلمت هي مع السابقين من الأنصار، فغضب زوجها مالك، وخرج إلى الشام، ومات بها مشركًا، فخطبها أبو طلحة، وهو مشرك، فأبت عليه، إلا أن يُسلم، فأسلم، فتزوّجها، ولم تطلب منه صداقًا، سوى الإسلام، وقصّتها في ذلك مشهورةٌ، وكانت من الصحابيّات الفاضلات، وهي التي قدّمت أنسًا - رضي الله عنه - لخدمة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ماتت - رضي الله عنهما - في خلافة عثمان - رضي الله عنه - (١) تقدّمت ترجمتها في "الحيض" ٧/ ٧١٦. (اتَّخَذَتْ) بالبناء للفاعل، (يَوْمَ حُنَيْنٍ) ظرفٌ لِمَا قبله؛ أي: يوم غزوة حُنين، وقال النوويّ - رحمه الله -: هكذا هو في النسخ المعتمدة: "يومَ حُنَين" بضم الحاء المهملة، وبالنونين، وفي بعضها: "يوم خيبر" بفتح الخاء المعجمة، والأول هو الصواب. انتهى (٢).

ومما يردّ النسخة الثانية سياق القصّة، مِنْ ذِكْر الطلقاء، فإن غزوة خيبر وقعت قبل فتح مكة، وما ورد من ذكِر انهزامهم، إنما وقع في غزوة حنين، لا في خيبر، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(خِنْجَرًا) بكسر الخاء، وفتحها، ولم يذكر القاضي عياض في "الشرح" إلا الفتح، وذكرهما معًا في "المشارق"، ورَجَّح الفتح، ولم يذكر الجوهريّ غير الكسر، فهما لغتان، وهي سِكِّين كبيرة، ذات حَدَّين (٣).

(فَكَانَ) ذلك الخنجر (مَعَهَا، فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ) زيد بن سهل بن الأسود بن


(١) راجع: "الإصابة في تمييز الصحابة" ٤/ ٤٤١ - ٤٤٢.
(٢) "شرح النوويّ" ١٢/ ١٨٧ - ١٨٨.
(٣) "شرح النووي" ١٢/ ١٨٨.