للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة، روى (١٦٩٦) حديثًا.

شرح الحديث:

(عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ) المدنيّ (أَنَّ نَجْدَةَ) - بفتح النون، وسكون الجيم، بعدها دالٌ مهملة، ثم هاء - ابن عامر الحنفيّ، من بني حنيفة، خارجيّ من اليمامة، وأصحابه النجَدَات - محرّكةً - وهم قومٌ من الحروريّة، ويقال لهم أيضًا: النَّجْديّة، قاله في "القاموس"، و"شرحه" (١).

ونجدة هذا هو الْحَرُوريّ، رئيس طائفة من الخوارج، له مقالات معروفةٌ، وأتباعٌ انقرضوا، وكان مع نافع بن الأزرق، ففارقه لإحداثه في مذهبه، ثم خرج مستقلًّا باليمامة سنة (٦٦ هـ) أيّام عبد الله بن الزبير في جماعة كثيرة، فأتى البحرين، واستقرّ بها، وتَسَمّى بأمير المؤمنين، ووجَّهَ إليه مصعب بن الزبير خيلًا بعد خيل، وجيشًا بعد جيش، فهزمهم، ونَقِمَ عليه أصحابه أمورًا، فخلعوه، وقتلوه، وقيل: قتله أصحاب ابن الزبير، قُتل سنة (٧٢ هـ) (٢)، والله تعالى أعلم.

(كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما -، وفي رواية النسائيّ: أن نجدة الْحَروريّ حين حجّ في فتنة ابن الزبير أرسل إلى ابن عبّاس - رضي الله عنهما - إلخ.

وقال النوويّ - رحمه الله -: وقد صرَّح في "سنن أبي داود" في رواية له بأن سؤال نَجْدة لابن عباس - رضي الله عنهما - عن هذه المسائل كان في فتنة ابن الزبير، وكانت فتنة ابن الزبير بعد بضع وستين سنة من الهجرة. انتهى (٣).

[تنبيه]: سبب فتنته - رضي الله عنه - أنه لمّا أراد أن يبايع معاوية - رضي الله عنه - عنه لولده يزيد بن معاوية امتنع ابن الزبير، وتحوّل إلى مكة، وعاذ بالحرم، فأرسل إليه يزيدُ سليمانَ أن يُبايع له، فأبى، ولقّب نفسه عائذَ الله، فلما كانت وقعة الحرّة، وفَتَك أهلُ الشام بأهل المدينة، ثم تحوّلوا إلى مكة، فقاتلوا ابن الزبير، واحترقت الكعبة أيام ذلك الحصار، ففجعهم الخبر بموت يزيد بن معاوية،


(١) "القاموس" وشرحه "تاج العروس" ٢/ ٥١١.
(٢) راجع: ترجمته في "الكامل" للمبرّد ٢/ ١٨٦، وابن الأثير ٤/ ٨٨.
(٣) "شرح النوويّ" ١٢/ ١٩٢.