للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صوتًا في القراءة، قال له النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود - عَلَيْهِ السَّلَام -"، متّفقٌ عليه.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي مُوسَى) عبد الله بن قيس بن سُليم الأشعريّ - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَرَجُلَانِ مِنْ بَنِي عَمِّي) وفي الرواية التالية: "أقبلت إلى النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومعي رجلان من الأشعريين"، وفي رواية للبخاريّ: دخلت على النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنا ورجلان من قومي"، قال في "الفتح": لَمْ أقف على اسم هذين الرجلين، قال: وقد وقع في "الأوسط" للطبرانيّ من طريق عبد الملك بن عُمير، عن أبي بريدة، في هذا الحديث: أن أحدهما ابن عمِّ أبي موسى. (فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَمِّرْنَا عَلَى بَعْضِ مَا وَلاكَ اللهُ، وَقَالَ الآخَرُ مِثْلَ ذَلِكَ) وللبخاريّ في "الأحكام": "فقال أحدهما: أَمِّرنا يا رسول الله، فقال الآخر مثله"، ولأحمد، والنسائيّ من وجه آخر، عن أبي بُردة: "فتشهّد أحدهما، فقال: جئناك لتستعين بنا على عملك، فقال الآخر مثله"، وعندهما من طريق سعيد بن أبي بردة، عن أبيه: "أتاني ناس من الأشعريين، فقالوا: انطلق معنا إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإن لنا حاجةً، فقمت معهم، فقالوا: أتستعين بنا في عملك؟ ".

قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: ويُجْمَع بأنه كان معهما من يَتْبَعْهما، أو أطلق صيغة الجمع على الاثنين. انتهى (١).

(فَقَالَ) - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "إِنَّا وَاللهِ لَا نُوَلِّي عَلَى هَذَا الْعَمَلِ)؛ يعني: الولاية على أمور المسلمين، (أَحَدًا سَأَلَهُ، وَلَا أَحَدًا حَرَصَ عَلَيْهِ") بفتح الراء، يقال: حَرَصَ عليه حَرْصًا، من باب ضرب: إذا اجتهد، والاسم: الْحِرْص بالكسر، وحَرِصَ على الدنيا، من باب ضرب أيضًا، ومن باب تَعِبَ لغةٌ: إذا رَغِبَ رَغْبَةً مذمومةً، فهو حريصٌ، وجمْعه: أحراصٌ، مثلُ ظَرِيفٍ وظِرَافٍ، وغَلِيظ وغِلَاظٍ، وكَرِيمٍ وكِرَام، قاله الفيّوميّ (٢)، وقال المجد: الْحِرْصُ: بالكسر: الْجَشَعُ، وقد


(١) "الفتح" ١٦/ ١٤٨، كتاب "استتابة المرتدّين" رقم (٦٩٢٣).
(٢) "المصباح المنير" ١/ ١٣٠.