للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتخفيف الواو - فجعل يقول: هذا لكم، وهذا أُهدي إليّ وأوله عند أبي عوانة: "بَعَثَ مُصَدِّقًا إلى اليمن … "، فذكره، والمراد بالسواد: الأشياء الكثيرة، والأشخاص البارزة، من حيوان، وغيره، ولفظُ السواد يُطلق على كلّ شخص، ولأبي نعيم في "المستخرج" من هذا الوجه: "فأرسل رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من يَتَوَفَّى منه وهذا يدلّ على أنَّ قوله في الرواية المذكورة: "فلما جاء حاسبه أي: أمَر من يحاسبه، ويقبض منه، وفي رواية أبي نعيم أيضًا: "فجعل يقول: هذا لكم، وهذا لي، حتى مَيَّزه، قال: يقولون: من أين هذا لك؛ قال: أُهدي لي، فجاؤوا إلى النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بما أعطاهم".

(قَالَ) أبو حميد - رضي الله عنه - (فَقَامَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْمِنْبَرِ) زاد في رواية هشام الآتية قبل ذلك: "فقال: ألا جلست في بيت أبيك، وبيت أمك، حتى تأتيك هديتك، إن كنت صادقًا، ثم قام، فخطب ووقع في رواية شعيب: "ثم قام النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عشية بعد الصلاة وفي رواية معمر التالية: "ثم قام النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطيبًا"، وفي رواية أبي الزناد، عند أبي نعيم: "فصعِد المنبر، وهو مغضبٌ" (فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْه، وَقَالَ: "مَا بَالُ عَامِل)؛ أي: أيُّ شيء حاله وشأنه؟، وهو استفهام إنكاريّ، (أَبْعَثُهُ)؛ أي: أرسله لأخذ الصدقات، (فَيَقُولُ) ووقع في رواية هشام الآتية: "أما بعد، فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله". (هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي؟) وفي رواية هشام: "فيقول: هذا مالُكم، وهذا هديّة أُهديت لي"، (أفَلَا قَعَدَ فِي بَيتِ أَبِيه، أَو فِي بَيتِ أُمِّهِ) وفي رواية هشام: "أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديّته، إن كان صادقًا"، (حَتَّى يَنْظُرَ أَيُهْدَى إِلَيْه، أَمْ لَا؟ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ) - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (بِيَدِه، لَا يَنَالُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا)؛ أي: من الصدقة (شَيْئًا)؛ أي: ظلمًا بغير حقّ، (إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وفي رواية هشام: "والله لا يأخذ أحد منكم منها شيئًا بغير حقَّه إلَّا لقي الله تعالى، يحمله يوم القيامة"، وفي حديث عديّ بن عَمِيرة الكنديّ - رضي الله عنه - الآتي: "من استعملناه منكم على عمل، فكتَمَنا مِخْيطًا، فما فوقه كان غُلولًا يأتي به يوم القيامة". (يَحْمِلُهُ)؛ أي: يحمل ذلك الشيء الذي أخذه من الصدقة ظلمًا (عَلَى عُنُقِهِ)، وقوله: (بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ) بضمّ الراء، وتخفيف الغين المعجمة، والمدّ: صوت البعير، (أَو بَقَرَةٌ لَهَا خُوَارٌ) بضمّ الخاء المعجمة، وتخفيف