للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الواو، آخره راء: صوت البقر، ويقال: جُؤار بالجيم بدل الخاء، وبالهمزة بدل الواو، وهو صوت بمعناه، وقيل: بالخاء للبقر وغيرها من الحيوان، وبالجيم للبقر، والناس، قال تعالى: {فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (٥٣)} [النحل: ٥٣]، وفي قصّة موسى - عَلَيْهِ السَّلَام -: "له جُؤار إلى الله بالتلبية"، رواه مسلم؛ أي: صوتٌ عالٍ، وقيل: أصله في البقر، واستُعمل في الناس (١). (أَو شَاةٌ تَيْعِرُ") بفتح المثناة الفوقانية، وسكون التحتانية، بعدها مهملة مفتوحة، ويجوز كسرها، ومعناه: تصيح، والْيعار: صوت الشاة، قاله النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ - (٢)، قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: الْيُعَارُ، كغُرَابٍ: صوت الغنَم، أو الْمِعْزَى، أو الشديد من أصوات الشاء، يَعَرَتْ تَيْعِرُ، كيَضْرِبُ، وَيمْنَعُ يُعَارًا: إذا صاحت. انتهى (٣).

(ثُمَّ رَفَعَ) - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (يَدَيْه، حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هي بضم العين المهملة، وفتحها، والفاء ساكنة فيهما، وممن ذكر اللغتين في العين: القاضي هنا، وفي "المشارق"، وصاحب "المطالع"، والأشهر الضمّ، قال الأصمعيّ، وآخرون: عُفْرة الإبط: هي البياض، ليس بالناصع، بل فيه شيء كلون الأرض، قالوا: وهو مأخوذ مِن عَفَر الأرض، بفتح العين، والفاء، وهو وجهها. انتهى (٤).

وقال في "الفتح": وفي رواية عبد الله بن محمد: "عُفْرة إبطه" بالإفراد، ولأبي ذَرّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "عَفْر" بفتح أوله، ولبعضهم بفتح الفاء أيضًا، بلا هاء، قال: والعفرة بضم المهملة، وسكون الفاء: هو البياض، ليس بالناصع. انتهى (٥).

(ثُمَّ قَالَ) - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ ") وللبخاريّ: "ألا هل بلّغت"، وقوله: (مَرَّتَيْنِ)؛ أي: قال هذا الكلام مرّتين، وللبخاريّ: "هل بلّغتُ ثلاثًا"؛ أي: أعادها ثلاث مرّات، وفي رواية له في "الهبة": "اللهم هل بلغتُ، اللهم هل بلغتُ ثلاثًا"، وصرّح في رواية الحميديّ بالثالثة: "اللهم بلغتُ"، والمراد: بَلّغت حكم الله إليكم؛ امتثالًا لقوله تعالى له: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ


(١) "الفتح" ١٦/ ٧٠٠ رقم (٧١٧٤).
(٢) "شرح النوويّ" ١٢/ ٢١٩.
(٣) "القاموس المحيط" ص ١٤٣١ بزيادة يسيرة.
(٤) "شرح النوويّ" ١٢/ ٢١٩ - ٢٢٠.
(٥) راجع: "الفتح" ١٦/ ٧٠٠ رقم (٧١٧٤).