للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَقَالَ) عبادة - رضي الله عنه - (دَعَانَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)؛ أي: ليلة العقبة، وهي عقبة منى، (فَبَايَعْنَاهُ) وفي بعض النسخ: "فبايعنا"، وتقدّم معنى المبايعة قريبًا. (فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا)؛ أي: فيما اشترطه علينا من الشروط، (أَنْ بَايَعَنَا) بفتح العين، والفاعل ضمير النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، و"نا" مفعول به، (عَلَى السَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ)؛ أي: على أن نسمع قوله، ونطيع أمره.

وقال الطيبيّ - رحمه الله -: قوله: "بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع. . . إلخ" عدّاه بـ "على" لتضمّنه معنى عاهد، و"على" في قوله: "على أثرة" ليست بصلة المبايعة، بل هي متعلّقة بمقدّر؛ أي: بايعناه على أن نصبر على أثرة علينا، قال: وقال البيضاويّ: "بايعنا"؛ أي: عاهدنا بالتزام السمع والطاعة في حالَتَي الشدّة والرخاء، وتارَتَي الضرّاء والسرّاء، وإنما عبّر عنه بصيغة المفاعلة؛ للمبالغة، أو للإيذان بأنه التزم لهم أيضًا بالأجر والثواب، والشفاعة يوم الحساب على القيام بما التزموا. انتهى (١).

(فِي مَنْشَطِنَا) بفتح الميم، والشين المعجمة، وسكون النون بينهما، (وَمَكْرَهِنَا) بوزن ما قبله؛ أي: في حالة نشاطنا، وفي الحالة التي نكون فيها عاجزين عن العمل بما نؤمر به.

وقال الطيبيّ - رحمه الله -: "المنشط"، و"المكره" مَفْعَلان من النشاط، والكراهة للمحلّ؛ أي: فيما فيه نشاطهم، وكراهتهم، أو الزمان؛ أي: في زماني انشراح صدورهم، وطيب قلوبهم، وما يُضادّ ذلك. انتهى (٢).

ونقل ابن التين عن الداوديّ أن المراد: الأشياء التي يكرهونها، قال ابن التين: والظاهر أنه أراد في وقت الكسل والمشقة في الخروج؛ ليطابق قوله: منشطنا، قال الحافظ: ويؤيده ما وقع في رواية إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن عبادة عند أحمد: "في النشاط، والكسل" (٣). (وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا) وفي رواية إسماعيل بن عبيد: "وعلى النفقة في العسر واليسر"، وزاد: "وعلى الأمر


(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ٨/ ٢٥٥٩.
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ٨/ ٢٥٥٩ - ٢٥٦٠.
(٣) "الفتح" ١٦/ ٤٣٩، كتاب "الفتن" رقم (٧٠٥٥).