للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عمر بن عبد العزيز، بأنها كانت خلافةَ عدلٍ؛ لِقِصَرها، ونُدُورها في بني أمية، فقد كانت سنتين وخمسة أشهر، فكأنَّ هذا الحديث لم يتعرض لها، والله أعلم. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: عندي أن مدة خلافة معاوية - رضي الله عنه - محلّ نظر، بل الأَولى حمله على مدّة خلافة عمر بن العزيز - رحمه الله -، كما لا يخفى على من تتبّع سِيَرهم، وسِيَر أهل زمانهم، والله تعالى أعلم.

(قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: "قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ) بفتح أوله (بِغَيْرِ هَدْيِي) بياء الإضافة بعد الياء للأكثر، وبياء واحدة مع التنوين للكشميهنيّ، والهدي: الهيئة، والسيرة، والطريقة، وفي رواية أبي سلّام التالية: "يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي(تَعْرِفُ) بفتح أوله، وكسر ثالثه، من المعرفة. (مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ) بضمّ أوله، وكسر ثالثه، من الإنكار؛ يعني: تعرف بعض أعمالهم، وتُنكر بعضها، وفي حديث أم سلمة - رضي الله عنها - الآتي: "ستكون أمراء، فتَعرفون، وتُنكرون، فمن كره برئ، ومن أنكَر سَلِم، لكن من رضي، وتابع". (فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: "نَعَمْ، دُعَاةٌ) بضمّ الدال المهملة: جمع داع، كقاضٍ وقُضاة؛ أي: يدعون الناس إلى غير الحقّ، (عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ) أَطْلَق عليهم ذلك باعتبار ما يؤول إليه حالهم، كما يقال لمن أمر بفعل مُحَرَّم: وَقَفَ على شفير جهنم، وحاصل المعنى: أنهم دعاة إلى الشرّ والفساد المؤدّي بصاحبه إلى دخول جهنّم، فالكلام تمثيل لتسويلهم، وتزيينهم للناس الأعمال التي تستوجب العذاب، فكأنهم إذ يدعون إلى تلك الأعمال وقوفٌ على أبواب جهنّم يدعون الناس إلى الدخول فيها، والله تعالى أعلم.

(مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا")؛ أي: رَمَوه في نار جهنّم، يعني بذلك مَن وافقهم على آرائهم، واتّبعهم على أهوائهم كانوا قائديه إلى النار. (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: "نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا)؛ أي: من أنفسنا، وعشيرتنا، وقيل: معناه: من أهل ملّتنا، وقيل: من أبناء جنسنا، وفيه إشارة إلى أنهم من


(١) "المفهم" ٤/ ٥٦.