٥ - (ومنها): فيه بيان حكمة الله في عباده، كيف أقام كلًّا منهم فيما شاء، فحبّب إلى أكثر الصحابة السؤال عن وجوه الخير؛ ليعملوا بها، ويبلّغوها غيرهم، وحبّب لحذيفة السؤال عن الشر؛ ليجتنبه، ويكون سببًا في دفعه عمن أراد الله له النجاة.
٦ - (ومنها): أن فيه سعةَ صدر النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ومعرفته بوجوه الْحِكَم كلها، حتى كان يجيب كل من سأله بما يناسبه.
٧ - (ومنها): أنه يؤخذ منه أن كل من حُبِّب إليه شيء، فإنه يفوق فيه غيره، ومن ثَمّ كان حذيفة - رضي الله عنه - صاحب السرّ الذي لا يعلمه غيره، حتى خُصّ بمعرفة أسماء المنافقين، وبكثير من الأمور الآتية.
٨ - (ومنها): أنه يؤخذ منه أيضًا أن من أدب التعليم أن يعلَّم التلميذ من أنواع العلوم ما يراه مائلًا إليه، من العلوم المباحة، فإنه أجدر أن يُسرع إلى تفهمه، والقيام به.
٩ - (ومنها): أن كل شيء يَهْدي إلى طريق الخير يسمى خيرًا، وكذا بالعكس.
١٠ - (ومنها): أنه يؤخذ منه أيضًا ذمّ مَن جعل للدِّين أصلًا خلاف الكتاب والسُّنَّة، وجَعَلَهما فرعًا لذلك الأصل الذي ابتدعوه.
١١ - (ومنها): وجوب ردّ الباطل، وكل ما خالف الهدي النبويّ، ولو قاله من قاله من رفيع، أو وضيع، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال: