للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجيّانيّ - رحمه الله - (١).

قال الجامع عفا الله عنه: الذي يظهر لي أن كلا الطريقين محفوظان، طريق ابن عليّة، عن أيوب، عن ابن نافع، عن نافع، وطريقه أيضًا عن أيوب، عن نافع، فيَحتمل أن يكون أيوب رواه عن ابن نافع، ثم سمعه عن نافع، أو سمعه عن نافع، فثبّته ابن نافع؛ وذلك لأن الذين أدخلوا ابن نافع، وإن كانوا أكثر؛ إلا أن الذين أسقطوه أيضًا جماعة، وهم: مسدّد، وزياد بن أيوب، وهما حافظان مشهوران، وتابع ابن علّية على ذلك حاتمُ بن وَرْدان.

وبالجملة فالحديث مشهور عن أيوب، عن نافع من رواية ابن عليّة هذه، ومن رواية حمّاد بن زيد، كما أخرجه مسلم قبلها، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

وقوله: (كُلُّ هَؤُلَاءِ عَنْ نَافِعٍ. . . إلخ) أشار به إلى الستة الذين هم: الليث بن سعد، وأيوب السختيانيّ، وعبيد الله العمريّ، وإسماعيل بن أُميّة، وموسى بن عقبة، وأسامة بن زيد الليثيّ، ستّتهم رووا هذا الحديث عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - بمعنى حديث مالك بن أنس المذكور قبله.

[تنبيه]: إسناد الليث بن سعد من رباعيّات المصنّف، وهو (٣٤٧) من رباعيّات الكتاب، وباقي الأسانيد من خماسيّاته، إلا إسناد موسى بن عقبة، فمن سداسيّاته.

وقوله: (فَطَفَّفَ بِي الْفَرَسُ الْمَسْجدَ)؛ أي: جاوز بي المسجد الذي كان هو الغاية، وأصل التطفيف مجاوزة الحدَّ، قاله في "الفتح" (٢).

وقال النوويّ: قوله: "فطفّف بي الفرسُ المسجدَ"؛ أي: علا، ووثَبَ إلى المسجد، وكان جداره قصيرًا، وهذا بَعْد مجاوزته الغاية؛ لأن الغاية هي هذا المسجد، وهو مسجد بني زُريق، قاله النوويّ (٣).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: قوله: "فطفّف بي الفرسُ"؛ أي: زاد على الغاية المفروضة، وأصل التطفيف: العلوّ، ومجاوزة الحدّ، ومنه قالوا: طفّف كذا؛


(١) "تقييد المهمل" ٣/ ٨٨٦ - ٨٨٧.
(٢) "الفتح" ٧/ ١٤٧، كتاب "الجهاد" رقم (٢٨٧٠).
(٣) "شرح النوويّ" ١٣/ ١٦.