الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} الآية [الأحقاف: ٢٠]، وهذه الآية نصّ في الكفار، ومع ذلك فَهِم منها عمر الزجرَ عما يناسب أحوالهم بعض المناسبة، ولم يُنكر عليه أحد من الصحابة، فيمكن أن تكون هذه الآية من هذا النوع، وهذا نفيس، وبه يزول الإشكال، ويرتفع الإبهام، والله أعلم. انتهى كلام القرطبيّ - رحمه الله - (١)، وهو بحث نفيسٌ، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -، لم يُخرجه من أصحاب الكتب الستّة غيره.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٢٩/ ٤٨٦٣ و ٤٨٦٤](١٨٧٩)، و (أحمد) في "مسنده"(٤/ ٢٦٩)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٤٥٩١)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٤/ ٤٦٥)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط"(١/ ١٣٤) و"مسند الشاميين"(٤/ ١٠٨)، و (البزّار) في "مسنده"(٨/ ٢٠٠)، و (ابن منده) في "الإيمان"(١/ ٤٠٠)، و (الطبريّ) في "تفسيره"(١٦٥٥٧)، و (البغويّ) في "تفسيره"(٢/ ٢٧٥)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٩/ ١٥٨)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضل الشهادة في سبيل الله - عز وجل -.
٢ - (ومنها): بيان سبب نزول الآية الكريمة، وفيه ما سبق.
٣ - (ومنها): بيان أن الجهاد في سبيل الله تعالى أجلّ الأعمال.
٤ - (ومنها): كراهة رفع الصوت في المساجد، لا سيّما المسجد النبويّ، وخصوصًا عند منبره، ويوم الجمعة.
٥ - (ومنها): أنه لا ينبغي رفع الصوت بعلم، أو بغيره عند اجتماع الناس للصلاة؛ لِمَا فيه من التشويش عليهم، وعلى المصلّين، والذاكرين، والله تعالى أعلم.