للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عمرو بن دينار، عن محمد بن قيس بأنها مرسلة، وذلك فيما رواه سعيد بن منصور في "سننه" (٢٥٥٣)، فقال: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن قيس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وابن عجلان عن محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، يزيد أحدهما على صاحبه. . . الحديث.

والجواب عن مسلم أنه لم ير إرسال عمرو بن دينار علّةً؛ لأن ابن عجلان وَصَله، ولا يقال: إن عمرًا أحفظ منه؛ لأن عمرًا رواه أيضًا متّصلًا، فقد أخرجه النسائيّ من طريقه متّصلًا، كما سيأتي في التنبيه التالي، فلعل عمرًا كان يرويه تارةً متّصلًا، وتارةً مرسلًا، فرجّح مسلم وَصْله؛ لمتابعة ابن عجلان له فيه.

وعلى تقدير تأثير العلّة المذكورة، فالحديث صحيح متّصل من رواية سعيد المقبريّ، كما أخرجه مسلم قبل هذا، فرواية محمد بن قيس من باب المتابعة، والمتابعة يُغتفر فيها ما لا يُغتفر في الأصول، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

[تنبيه آخر]: رواية عمرو بن دينار، عن محمد بن قيس ساقها النسائيّ - رحمه الله - في "المجتبى"، فقال:

(٣١٥٨) - أخبرنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدَّثنا سفيان، عن عمرو، سمع محمد بن قيس، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: جاء رجل إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو على المنبر، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن ضربت بسيفي في سبيل الله، صابرًا، محتسبًا، مقبلًا، غيرَ مدبر، حتى أُقتل، أيكفِّر الله عني خطاياي؟ قال: "نعم"، فلما أدبر دعاه، فقال: "هذا جبريل يقول: إلا أن يكون عليك دَيْن". انتهى (١).

ورواية سفيان عن محمد بن عجلان، عن محمد بن قيس، ساقها الشافعيّ - رحمه الله - في "سننه"، فقال:

(٦٨١) - حدّثنا المزنيّ (٢)، قال: حدّثنا الشافعيّ - رحمه الله -، قال: حدّثنا


(١) "سنن النسائيّ" "المجتبى" ٦/ ٣٥.
(٢) قائل: "حدّثني المزنيّ" هو الراوي عن المزنيّ، وهو أبو جعفر الطحاويّ، والمزنيّ تلميذ الشافعيّ، وهو خال الطحاويّ، فتنبّه.