٢ - (ومنها): ما قاله القرطبيّ - رحمه الله -: وظهر من هذا الحديث أن خيانة الغازي في أهله أعظم من كلّ خيانة؛ لأن ما عداها لا يُخيّر في أخذ كلّ الحسنات، وإنما يأخذ بكلّ خيانة قَدْرًا معلومًا من حسنات الخائن.
٣ - (ومنها): إثبات المجازاة بين العباد في المظالم يوم القيامة، فيأخذ المظلوم من حسنات ظالمه بدل حقّه، وقد أخرج مسلم - رحمه الله - من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:"أتدرون ما المفلس؟ "، قالوا: المفلس فينا، من لا درهم له، ولا متاع، فقال:"إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شَتَم هذا، وقَذَف هذا، وأكل مال هذا، وسَفَكَ دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنِيَت حسناتُهُ، قبل أن يُقضَى ما عليه، أُخِذ من خطاياهم، فطُرِحَت عليه، ثم طُرِحَ في النار"، والله تعالى أعلم بالصواب.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:
[٤٩٠١](. . .) - (وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ - يَعْنِي: النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. بِمَعْنَى حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ).
رجال هذا الإسناد: ستّةٌ:
١ - (يَحْيَى بْنُ آدَمَ) بن سليمان الأمويّ مولاهم، أبو زكريّاء الكوفيّ، ثقةٌ حافظٌ فاضلٌ، من كبار [٩](ت ٢٠٣)(ع) تقدم في "المقدمة" ٤/ ٢٤.
٢ - (مِسْعَرُ) بن كِدَام بن ظُهير الهلاليّ، أبو سلمة الكوفيّ، ثقةٌ ثبتٌ فاضلٌ [٧](ت ٣ أو ١٥٥)(ع) تقدم في "المقدمة" ٥/ ٣١.
والباقون ذُكروا في الباب، وقبله.
[تنبيه]: رواية مِسْعر، عن علقمة بن مرثد هذه ساقها أبو عوانة - رحمه الله - في "مسنده"، فقال:
(٧٤١٩) - حدّثني عمار بن رجاء من كتابي (١)، قال: ثنا يحيى بن آدم،
(١) هكذا النسخة، والظاهر أن صوابه "من كتابه"، فليُحرّر، والله تعالى أعلم.