للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والمروءة؛ يعني: ما تظنّون في ارتكابكم هذه الجريمة العظيمة، هل تُتْرَكون مع تلك الخيانة، أم ينتقم الله تعالى منكم؟ ويلزم من هذا تعظيم شأن المجاهدين. انتهى (١)، وهو تحقيق حسنٌ، والله تعالى أعلم.

وقال السنديّ - رحمه الله -: أي إذا كان حالُ من خانه خيانةً واحدةً، فما حال من زاد على ذلك، وما ظنّكم به؟. أو إذا خُيّر الغازي فما ظنّكم بحسابه؟ هل يأخذ الكلّ، أو يترك شيئًا؟ وهو الموافق؛ لما سيجيء. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله تعالى عنه: الاحتمال الأول مما ذكره السنديّ بعيد من معنى الحديث أيضًا، يردّه ما تقدّم. فالصواب في معنى الحديث ما تقدّم آنفًا في تحقيق الطيبيّ - رحمه الله -، فتبصّر، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث بُريدة بن الْحُصيب - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٣٩/ ٤٩٠٠ و ٤٩٠١ و ٤٩٠٢] (١٨٩٧)، و (أبو داود) في "الجهاد" (٢٤٩٦)، و (النسائيّ) في "الجهاد" (٦/ ٥١) و"الكبرى" (٣/ ٣٣ - ٣٤)، و (الحميديّ) في "مسنده" (٩٠٧)، و (أحمد) في "مسنده" (٥/ ٣٥٢)، و (سعيد بن منصور) في "سننه" (٢٣٣١)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٤٦٣٤)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٤/ ٤٨١ - ٤٨٢)، و (ابن أبي عاصم) في "الجهاد" (١/ ٣١٤)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٩/ ١٧٣) و"شعب الإيمان" (٤/ ٣٦)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان حرمة نساء المجاهدين على القاعدين تحريمًا مغلّظًا، حيث شُبّه بتحريم الأمهات.


(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ٨/ ٢٦٣١.
(٢) "حاشية السنديّ على النسائيّ" ٦/ ٥٠ - ٥١.