للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، وفي حديث الْفَلَتان - بفتح الفاء، واللام، وبمثناة فوقانية - ابن عاصم في هذه القصّة: "قال: فقال الأعمى: ما ذنبنا؟ فأنزل الله، فقلنا له: إنه يوحى إليه، فخاف أن ينزل في أمره شيء، فجعل يقول: أتوب إلى الله، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - للكاتب: اكتُب {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} "، أخرجه البزار، والطبرانيّ، وصححه ابن حبان.

ووقع في غير هذا الحديث ما يؤيد الثاني، وهو في حديث البراء بن عازب: "فأُنزلت هذه الآية: (حافظوا على الصلوات وصلاة العصر)، فقرأناها ما شاء الله، ثم نزلت: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى}. انتهى (١).

وقوله: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} قُرئ بالنصب، والرفع قراءتان مشهورتان في السبع، قرأ نافع، وابن عامر، والكسائيّ بالنصب، والباقون بالرفع، وقرئ في الشاذّ بالجرّ، فمن نَصَب فعلى الاستثناء، ومن رَفَع، فوصفٌ للقاعدين، أو بدلٌ منهم، ومن جرّ فوصف للمؤمنين، أو بدل منهم، قاله النوويّ - رحمه الله - (٢).

(قَالَ شُعْبَةُ) بن الحجّاج، وهو موصول بالإسناد السابق، وليس معلّقًا، فتنبّه. (وَأَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ المدنيّ المتوفّى سنة (١٢٥) وقيل: بعدها، تقدّمت ترجمته في "المقدمة" ٥/ ٣١. (عَنْ رَجُلٍ) لا يُعرف، (عَنْ زيدِ بْنِ ثَابِتٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ) وقوله: ({لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}) بدل من "هذه الآية(بِمِثْلِ حَدِيثِ الْبَرَاءِ) - رضي الله عنه -.

وقوله: (وَقَالَ ابْنُ بَشَّارٍ) أشار به إلى اختلاف شيخيه: محمد بن المثنّى، ومحمد بن بشار، فقال الأول: "قال شعبة: أخبرني سعد بن إبراهيم، عن رجل، عن زيد بن ثابت وقال الثاني: "قال شعبة: أخبرني سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن رجل، عن زيد بن ثابت"، فأدخل أبا سعد، بينه وبين الرجل المبهم.

وقوله: (سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) برفع "سعد" على أنه فاعل لمقدّر دلّ عليه ما مضى؛ أي: أخبرني سعد بن إبراهيم (عَنْ أَبِيهِ) إبراهيم بن عبد الرحمن بن


(١) "الفتح" ١٠/ ٦٧، كتاب "التفسير" رقم (٤٥٩٣).
(٢) "شرح النوويّ" ١٣/ ٤٣.