للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عوف الزهريّ المدنيّ المتوفّى سنة (٥ أو ٩٦) تقدّمت ترجمته في "الجهاد والسِّيَر" ١٣/ ٤٥٥٩. (عَنْ رَجُلٍ) تقدّم أنه لا يُعرف.

[تنبيه]: كتب بعض الشرّاح (١) ما نصّه: وقوله: "عن رجل" لعله بدل غلط عما قبله، أو تحريف من النساخ. انتهى.

وهذا الكلام غلط بلا شكّ؛ لأنه يدلّ على أن الرجل هو نفس إبراهيم والد سعد، وليس كذلك، بل هو شيخ له مجهول، ولهذا تكلّم الحافظ رشيد الدين ابن العطّار - رحمه الله - على رواية مسلم هذه في بحثه الآتي، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ) - رضي الله عنه -.

[تنبيه]: قد تكلّم الحافظ رشيد الدين ابن العطّار - رحمه الله - في كتابه "غرر الفوائد المجموعة"، وقد أسلفت نصّ الرسالة في مقدّمة "شرح المقدّمة"، ودونك خلاصة ما قاله:

قال - رحمه الله - بعد أن ساق نصّ مسلم بتمامه -: هكذا أورده مسلم في "صحيحه"، وقد اشتمل هذا الحديث على طريقين عن صحابيين - رضي الله عنهما -، فالأول منهما: حديث البراء بن عازب - رضي الله عنهما -، وهو صحيح متصل، ثابت متفق عليه، والثاني: حديث زيد بن ثابت، وفي إسناده اختلاف، ورجل غير مسمى، فهو داخل في باب المقطوع على مذهب الحاكم وغيره، إذا لم يُعرف ذلك الرجل.

والجواب عن ذلك: أن مسلمًا - رحمه الله -، إنما احتج بحديث البراء وحده، وإنما أورد الإسناد الثاني؛ لأن شعبة حَدّث به غندرًا هكذا، فأورده مسلم كما سمعه من أصحاب غندر، والظاهر من مذهبه أنه لا يختصر من الحديث شيئًا، وإن اختصر منه شيئًا لضرورة نَبَّه عليه.

وقد أخرج البخاريّ حديث البراء هذا في "صحيحه" في غير موضع من رواية شعبة، عن أبي إسحاق عنه، ولم يذكر فيه حديث زيد بن ثابت، فيَحْتَمِل (٢) أن يكون تَرَكه عمدًا؛ لِمَا فيه من الاعتلال، ويَحْتَمِل أن يكون إنما سمعه كذلك من غير زيادة، على ما أورده، لكنه أخرج حديث زيد بن ثابت


(١) هو: الشيخ الهرري، راجع: شرحه لهذا الكتاب ٢٠/ ٢٢٣.
(٢) النسخة: "محتمل"، والظاهر أنه تصحيف. والله تعالى أعلم.