للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى) عبد الله بن قيس بن سُليم بن حَضّار - رضي الله عنه - (الأَشْعَرِيُّ) - بفتح الهمزة -: نسبة إلى أشعر، وهي قبيلة مشهورة من اليمن، والأشعر هو نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وإنما قيل له: الأشعر؛ لأن أمه ولدته والشعر على بدنه، قاله في "اللباب" (١). (أَنَّ رَجُلًا أَعْرَابِيًّا) وفي رواية منصور الآتية: "أن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، قال في "الفتح": قوله: "أعرابيًّا" يدلّ على وَهَم ما وقع عند الطبرانيّ من وجه آخر عن أبي موسى، أنه قال: يا رسول الله، فذكره، فإن أبا موسى وإن جاز أن يُبهم نفسه، لكن لا يصفها بكونه أعرابيًّا، وهذا الأعرابي يصلح أن يُفَسَّر بلاحق بن ضُميرة، وحديثه عند أبي موسى المديني في "الصحابة" من طريق عُفير بن مَعْدان، سمعت لاحق بن ضميرة الباهليّ قال: وفدت على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فسألته عن الرجل يلتمس الأجر والذكر، فقال: "لا شيء له. . ." الحديث، وفي إسناده ضعف.

قال: وروينا في "فوائد أبي بكر بن أبي الحديد" بإسناد ضعيف، عن معاذ بن جبل، أنه قال: يا رسول الله، كلُّ بني سَلِمة يقاتل، فمنهم من يقاتل رياء. . ."، الحديث فلو صحّ لاحتمل أن يكون معاذ أيضًا سأل عما سأل عنه الأعرابيّ؛ لأن سؤال معاذ خاصّ، وسؤال الأعرابيّ عامّ، ومعاذ أيضًا لا يقال له: أعرابيّ، فيُحْمَل على التعدد. انتهى (٢).

(أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ) - بفتح الميم -: الغنيمة، يقال: غَنِمْتُ الشيءَ، أَغْنَمُهُ، من باب تَعِبَ غُنْمًا: أصبته غَنِيمَةً، ومَغْنَمًا، والجمع: الغَنَائِمُ، والمغَانِمُ، وقولهم: الغُنْمُ بِالغُرْمِ: أي مقابَلٌ به، فكما أن المالك يختصّ بِالغُنْمِ، ولا يشاركه فيه أحد، فكذلك يتحَمّل الغُرْم، ولا يتحمل معه أحد، وهذا معنى قولهم: الغُرْمُ مَجْبُورٌ بِالغُنْمِ، قال أبو عبيد: الغَنِيمَةُ: ما نِيْلَ من أهل الشرك عَنْوَةً، والحرب قائمة، والفيء: ما نِيْلَ منهم بعد أن تضع الحرب أوزارها، أفاده الفيّوميّ - رحمه الله - (٣).


(١) "اللباب في تهذيب الأنساب" ١/ ٦٤.
(٢) "الفتح" ٧/ ٧٦ - ٧٧، كتاب "الجهاد" رقم (٢٨١٠).
(٣) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٤٥٤ - ٤٥٥.