فإن كان جراحهم كجراح الشهداء، تسيل دمًا، وريحها كريح المسك، فَهُم شهداء، فيجدونهم كذلك".
وله شاهد من حديث العِرْباض بن سارية، أخرجه أحمد أيضًا، والنسائيّ بسند حسن أيضًا، بلفظ: "يختصم الشهداء، والمتوفون على فُرُشهم إلى ربنا - عز وجل - في الذين ماتوا بالطاعون، فيقول الشهداء: إخواننا قُتلوا كما قُتلنا، ويقول الذين ماتوا على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم، كما متنا، فيقول الله - عز وجل -: انظروا إلى جراحهم، فإن أشبهت جراح المقتولين، فإنهم منهم، فإذا جراحهم أشبهت جراحهم".
زاد الكلاباذيّ في "معاني الأخبار" من هذا الوجه في آخره: "فيُلْحَقون بهم". انتهى ما في "الفتح" (١)، وهو تحقيق مفيد جدًّا، ولذا نقلته بطوله؛ تكميلًا للفائدة، وتتميمًا للعائدة؛ لأن كتابي بحر، ولا بدّ أن يحتوي على الفوائد الكثيرة؛ ليطابق اسمه مسمّاه، والله تعالى وليّ التوفيق، ومنه العون وله الحمد على ما أنعم، وألهم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:
١ - (الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ) بن الوليد بن قيس السَّكونيّ، أبو همّام بن أبي بدر الكوفيّ، نزيل بغداد، ثقةٌ [١٠](ت ٢٤٣) على الصحيح (م د ت ق) تقدّم في "الإيمان" ٧٧/ ٤٠٢.