للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأمر مُهْلَةٌ؛ أي: تأخير، وتَمَهَّلَ في الأمر: تَمَكَّثَ، ولم يَعْجَلْ. انتهى (١).

(حَتَّى نَدْخُلَ لَيْلًا - أَيْ: عِشَاءً -) قال في "الفتح": هذا التفسير في نفس الخبر، وفيه إشارة إلى الجمع بين هذا الأمر بالدخول ليلًا، والنهي عن الطُّرُوق ليلًا بأن المراد بالأمر الدخول في أوّلَ الليل، وبالنهي الدخول في أثنائه، ويَحْتَمِل أن يكون الأمر بالدخول ليلًا لمن أَعْلَم أهله بقدومه، فاستعدُّوا له، والنهي عمن لم يفعل ذلك (٢).

وفي الرواية التالية: "إذا قَدِم أحدكم ليلًا، فلا يأتينّ أهله طُرُوقًا"، وفي رواية البخاريّ: "كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يَكرَه أن يأتي الرجل أهله طُرُوقًا".

قال في "الفتح": قال أهل اللغة: الطُّروق بالضم: المجيء بالليل من سفر، أو من غيره، على غفلة، ويقال لكل آتٍ بالليل: طارقٌ، ولا يقال بالنهار إلا مجازًا.

وقال بعض أهل اللغة: أصل الطُّروق: الدفع، والضرب، وبذلك سُمِّيت الطريق؛ لأن المارّة تدقّها بأرجلها، وسُمَّي الآتي بالليل طارقًا؛ لأنه يحتاج غالبًا إلى دقّ الباب.

وقيل: أصل الطروق: السكون، ومنه: أطرق رأسه، فلما كان الليل يُسْكَن فيه سُمّي الآتي فيه طارقًا.

(كَيْ تَمْتَشِطَ)؛ أي: لتستعمل الْمُشط، وهو بضمّ الميم: الذي يُمْتشط به، وبنو تميم يكسرون الميم، وهو القياس؛ لأنه آلة، والجمع أَمْشاطٌ، يقال: مَشَطت الشعر مَشْطًا، من بابي قتل، وضرب: سرّحته، والتثقيل مبالغة، وامتشطَت المرأة: مشَطَت شعرها (٣). (الشَّعِثَةُ) بفتح الشين المعجمة، وكسر العين المهملة؛ أي: المرأة التي أصابها الشَّعَث، وهو الوسخ، يقال: شَعِثَ الشعرُ شَعْثًا، فهو شَعِثٌ، من باب تَعِبَ: تَغَيَّرَ، وتَلَبَّد لقلة تعَهُّده بالدهن، ورجلٌ أَشْعَثُ، وامرأة شَعْثَاءُ، مثلُ أحمر وحمراء، والشَّعَثُ أيضًا: الوسخُ،


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٨٣.
(٢) "الفتح" ٩/ ٢٤١، كتاب "النكاح" رقم (٥٢٤٥).
(٣) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٥٧٤.