للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يقال: نكيت العدوّ، وأنكيته نِكايةً، ونكأت بالهمز لغةٌ فيه، قال: فعلى هذه اللغة تتوجه رواية شيوخنا. انتهى (١).

وقال في "الفتح": قوله: "ولا ينكأ به عدوٌّ" قال عياضٌ: الرواية بفتح الكاف، وبهمزة في آخره، وهي لغة، والأشهر بكسر الكاف بغير همز، وقال في "شرح مسلم": "لا ينكأ" بفتح الكاف مهموز، ورُوي: "لا ينكي" بكسر الكاف، وسكون التحتانية، وهو أوجه؛ لأن المهموز إنما هو من نكأت القرحة، وليس هذا موضعه، فإنه من النكاية.

لكن قال في "العين": نكأت لغةٌ في نكيت، فعلى هذا تتوجه هذه الرواية، قال: ومعناه: المبالغة في الأذى، وقال ابن سِيدَهْ: نكأ العدوّ نِكايةً: أصاب منه، ثم قال: نكأت العدوّ أنكؤهم لغةٌ في نكيتهم، فظهر أن الرواية صحيحة المعنى، ولا معنى لتخطئتها.

وأغرب ابن التين، فلم يُعَرِّج على الرواية التي بالهمز أصلًا، بل شرحه على التي بكسر الكاف، بغير همز، ثم قال: ونكأت القرحة بالهمز. انتهى (٢).

وقال الفيّوميّ: نَكأتُ القرحة أنكؤها مهموزٌ بفتحتين: قَشَرْتُها، ونكأت في العدوّ نَكْئًا، من باب نَفَعَ أيضًا لغة في نكيتُ فيه أنكي، من باب رَمَى، والاسم النكاية بالكسر: إذا قَتَلتَ، وأثخنتَ. انتهى (٣).

(وَلَكِنَّهُ)؛ أي: الخذف (يَكْسِرُ) بكسر السين مبنيًّا للفاعل، من باب ضرب، (السِّنَّ) أطلق السنّ، فيَشمل سنّ المرميّ وغيره من آدميّ وغيره، (وَيَفْقَأُ الْعَيْنَ) بفتح حرف المضارعة، والقاق، بينهما فاء، مهموزًا، قال المجد - رحمه الله -: فقأ العينَ، والبئرَ، ونحوهما، كمنع: كَسَرها، أو قَلَعها، كفقّأها، فانفقأت، وتفقّأت. انتهى (٤). (ثُمَّ رَآهُ)؛ أي: رأى عبد الله بن المغفّل ذلك الرجل (بَعْدَ ذَلِكَ) الوقت الذي أخبره بنهي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن الْخَذْف (يَخْذِفُ، فَقَالَ لَهُ: أُخْبِرُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَكْرَهُ، أَوْ) للشكّ من الراوي، والشكّ من كهمس، كما


(١) "إكمال المعلم" ٦/ ٣٩٣ - ٣٩٤، و"شرح النوويّ" ١٣/ ١٠٥ - ١٠٦.
(٢) "الفتح" ١٢/ ٤٣٢، كتاب "الذبائح" رقم (٥٤٧٩).
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٦٢٥.
(٤) "القاموس المحيط" ص ١٠٠٤.