للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأسنّتهم، وغيرها عن استعمالها؛ لأن ذلك يفسد الآلة، ولم يكن لهم سكاكين صغار مُعَدَّة للذبح، قاله في "العمدة" (١).

وقوله: (وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِقِصَّتِهِ) فاعل "ذَكَرَ" ضمير إسماعيل بن مسلم، كما سيأتي في "مسند الحميديّ".

وقوله: (وَقَالَ: فَنَدَّ عَلَيْنَا … إلخ) فاعل "قال" ضمير إسماعيل بن مسلم أيضًا.

وقوله: (فَرَمَيْنَاهُ بِالنَّبْلِ) - بفتح، فسكون -: السهام العربيّة، وهي مؤنّثة، لا واحد لها من لفظها، بل الواحد سهمٌ، فهي مفردة اللفظ، مجموعة المعنى، قاله الفيّومي (٢).

وقوله: (حَتَّى وَهَصْنَاهُ) - بهاء مفتوحة مخففة، ثم صاد مهملة ساكنة، ثم نون - ومعناه: رميناه رَمْيًا شديدًا، وقيل: أسقطناه إلى الأرض، ووقع في غير مسلم: "رَهَصناه" بالراء؛ أي: حبسناه، قاله النوويّ (٣).

وقال المجد رَحمه اللهُ: الوهص: كالوعد: كسر الشيء الرخو، وشدّة الوطء، والرمي الْعَنيف، والشَّدْخُ، والْجَبّ، والْخِصاء. انتهى (٤).

[تنبيه]: رواية سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن مسلم ساقها البيهقيّ رحمه اللهُ في "الكبرى"، فقال:

(١٨٧١٥) - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن سهل بن بحر، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن مسلم، عن سعيد بن مسروق، عن عَباية بن رِفاعة، عن جدّه، قال: قلنا: يا رسول الله إنا لاقو العدوّ غدًا، وليس معنا مُدًى، أفَنُذَكِّي بالليط؟ فقال: "ما أنهرَ الدمَ، وذُكر اسم الله، فكلوا، إلا ما كان من ظفر، أو سنّ، فإن السنّ عظم من الإنسان، والظفر مُدَى الحبش"، قال: وأصبنا إبلًا، وغنمًا، فكنا نَعْدِل البعير بعشر من الغنم، فنَدّ علينا بعير منها، فرميناه بالنبل، حتى وَهَصْناه، قال: فسألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إن لهذه الإبل أوابدَ، كأوابد


(١) "عمدة القاري" ١٣/ ٤٧.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٥٩١.
(٣) "شرح النوويّ" ١٣/ ١٢٧ - ١٢٨.
(٤) "القاموس المحيط" ص ١٤٢٣.