للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحُضرته، وحِضرته. انتهى (١).

وقال النوويّ: هي بفتح الحاء، وضمّها، وكسرها، والضاد ساكنة فيها كلِّها، وحُكي فتحها، وهو ضعيفٌ، وإنما تُفتَح إذا حُذفت الهاء، فيقال: بحضر فلان. انتهى (٢).

(زَمَنَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ادَّخِرُوا ثَلَاثًا) وفي رواية النسائيّ: "كُلُوا، وادّخروا ثلاثًا"، (ثُمَّ تَصَدَّقُوا بِمَا بَقِيَ"): والمعنى: كلوا بعضه، وادّخروا بعضه مدةَ ثلاث ليال، وما فَضَل عن ذلك، فتصدّقوا به على هؤلاء المحتاجين. (فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ) اسم "كان" محذوف؛ أي: فلمّا كان الزمن بعد ذلك الوقت الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: "ادّخروا … إلخ"؛ أي: في العام الذي يليه، (قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَ الأَسْقِيَة) بفتح الهمزة: جمع سقاءَ، قال المجد رحمه الله: السِّقاء، ككِسَاءٍ: جلدُ السَّخْلة إذا أجذع، يكون للماء واللبن، جَمْعه: أسقية، وأسقياتٌ، وأساقٍ. انتهى (٣).

(مِنْ ضَحَايَاهُمْ) بفتح الضاد: جمع ضَحِيّة، كعطيّة وعطايا، كما سبق أول الكتاب، (وَيَجْمِلُونَ) بالجيم، وفتح أوله، وضمّه، من جَمَل، كنصر، وضرب، وأجمل، يقال: جَمَلتُ الدهن، أَجمِله، بكسر الميم، وأجمُلُه بضمّها جَمْلًا، وأجملته إجمالًا؛ أي: أَذَبْته، قاله النوويّ (٤).

وقال القرطبيّ: "الأسقية": جمع سقاء، كالأخبية، جمع خِبَاء، و"يجملون": يُذيبون، و"الودك": الشحم، يقال: جملت الشحم، واجتملته: إذا أذبته، وربّما قالوا: أجملت، وهو قليل. انتهى (٥).

ووقع في بعض النُّسخ: "ويَحْملون" بالحاء المهملة، من الحمل؛ أي: يحملون الودك في تلك الأسقية، والله تعالى أعلم.

(مِنْهَا)؛ أي: من تلك الضحايا، (الْوَدَكَ) بفتحتين؛ أي: الشحم، ودَسَم اللحم؛ أي: يُذيبون الشحم، ويستخرجون دهنه، (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَمَا


(١) "الصحاح" ص ٢٤١.
(٢) "شرح النوويّ" ١٣/ ١٣٠.
(٣) "القاموس المحيط" ص ٦٢٤.
(٤) "شرح النوويّ" ١٣/ ١٣١.
(٥) "المفهم" ٥/ ٣٧٨.