للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ) الساعديّ - رضي الله عنهما - (قَالَ: ذُكِرَ) بالبناء للمفعول، قال صاحب "التنبيه": لا أعرف الشخص الذي ذكر له - صلى الله عليه وسلم - تلك المرأة (١)، ويَحْتَمل أن يكون الذاكر النعمان بن الجون الكنديّ، فقد ذكر ابن سعد أنه أتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مسلمًا، فقال: ألا أُزوّجك أجمل أيّم في العرب؟ والمرأة هي ابنته، والله تعالى أعلم. (لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - امْرَأةٌ مِنَ الْعَرَبِ) هي الْجَوْنية - بفتح الجيم، وسكون الواو، وبالنون - قيل: اسمها أُميمة بضم الهمزة (٢). (فَأَمَرَ أَبا أُسَيْدٍ) بضمّ الهمزة، هو مالك بن ربيعة الساعديّ الذي تقدّم في الحديث الماضي، (أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهَا) ظاهره أنه لم يذهب إليها أبو أُسيد بنفسه، وإنما أرسل إليها غيره. (فَأَرْسلَ إِلَيْهَا، فَقَدِمَتْ) بكسر الدال، (فَنَزَلَتْ فِي أُجُمِ بَنِي سَاعِدَةَ) بضمّ الهمزة والجيم، وهو الحِصْن، وجَمْعه آجامٌ بالمدّ، كعُنُق وأعناق، قال أهل اللغة: الآجام: الحصون، قاله النوويّ (٣).

وقال في "العمدة": قوله: "في أجم" - بضم الهمزة، والجيم - هو بناء يشبه القصر، وهو من حصون المدينة، والجمع آجام، مثل أطم وآطام، وقال الخطابيّ: الأُجُم، والأُطُم بمعنى، وأغرب الداوديّ، فقال: الآجام الأشجار، والحوائط، ومثله قول الكرمانيّ: الأجَمُ بفتحتين جَمْع أجَمَة، وهي الغَيْضة (٤)، وقال الجوهريّ: هو حصن بناه أهل المدينة من الحجارة، وهو الصواب (٥).

(فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتى جَاءَهَا، فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَإِذَا امْرَأَةٌ) "إذا" هي الْفُجائيّة؛ أي: ففاجأه امرأةٌ (مُنَكِّسَة رَأسَهَا) اسم فاعل من التنكيس، يقال: نَكَس رأسه بالتخفيف، من باب نصر، فهو ناكسٌ، ونكّس بالتشديد، فهو منكّسٌ: إذا طأطأه، قاله النوويّ (٦)، وقال الكرمانيّ: على صيغة اسم الفاعل، من الإنكاس، والتنكيس (٧).


(١) "تنبيه المعلم" ص ٣٤٦.
(٢) "عمدة القاري" ٢١/ ٢٠٥.
(٣) "شرح النوويّ" ١٣/ ١٧٨.
(٤) "الفتح" ١٠/ ٩٩.
(٥) "عمدة القاري" ٢١/ ٢٠٥.
(٦) "شرح النوويّ" ١٣/ ١٧٨.
(٧) "عمدة القاري" ٢١/ ٢٠٥.