(قَالَ) شعبة (سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ) عمرو بن عبد اللَّه السَّبيعيّ، وقوله:(الْهَمْدَانِيَّ) بفتح الهاء، وسكون الميم: نسبة إلى هَمْدان، واسمه أوسلة بن مالك بن زيد بن ربيعة، قاله في "اللباب"(١). (يَقُولُ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ) بن عازب -رضي اللَّه عنهما- (يَقُولُ)؛ أي: نقلًا من أبي بكر -رضي اللَّه عنه-، وليس مما شهده بنفسه؛ لأنه أنصاريّ لم يحضر الهجرة، وإنما نقله منه، كما بيّنته الرواية السابقة، ولفظها:"عن البراء قال: قال أبو بكر الصدّيق: لَمّا خرجنا. . . إلخ". (لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ)؛ أي: مهاجرًا إليها.
[تنبيه]: هذا الحديث مختصر، سيأتي مطوّلًا في آخر الكتاب، ونصّه هناك:
(٢٠٠٩) - حدّثني سَلَمة بن شَبِيب، حدّثنا الحسن بن أعين، حدثنا زهير، حدّثنا أبو إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب يقول: جاء أبو بكر الصديق إلى أبي في منزله، فاشترى منه رَحْلًا، فقال لعازب: ابعث معي ابنك يحمله معي إلى منزلي، فقال لي أبي: احْمِلْه، فحملته، وخرج أبي معه ينتقد ثمنه، فقال له أبي: يا أبا بكر حدّثني كيف صنعتما ليلةَ سَرَيت مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: نعم أسرينا ليلتنا كلّها، حتى قام قائم الظهيرة، وخلا الطريق، فلا يمرّ فيه أحدٌ، حتى رُفعت لنا صخرة طويلة، لها ظلّ، لَمْ تأت عليه الشمس بعدُ، فنزلنا عندها، فأتيت الصخرة، فسوّيت بيدي مكانًا ينام فيه النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في ظلها، ثم بسطت عليه فَرْوَةً، ثم قلت: نَمْ يا رسول اللَّه، وأنا أنفُض لك ما حولك، فنام، وخرجت أنفُض ما حوله، فإذا أنا براعي غنم، مُقبلٍ بغنمه إلى الصخرة، يريد منها الذي أردنا، فلقِيته، فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من أهل