الذِّكر، فإذا كان الرجل متيقّظًا، محتاطًا، متذكّرًا للَّه تعالى في جملة حالاته، لم يتمكّن الشيطان من إغوائه، وتسويله، وأيس عنه بالكلّيّة.
وقال المظهر، والأشرف: ويجوز أن يكون المخاطَب به الرجل، وأهل بيته، على سبيل الدعاء عليهم من الشيطان.
قال الطيبيّ: وهو بعيد؛ لقوله:"قال الشيطان: أدركتم المبيت"، والمخاطبون أعوانه، وأما تخصيص المبيت والعشاء، فلغالب الأحوال؛ لأن ذلك صادق في عموم الأحوال. انتهى (١).
(وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ) وفي بعض النسخ: "فإن الشيطان يقول"، (أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ") لعدم تحصّن الرجل منهم بسبب تَرْكه ذِكر اللَّه عزَّ وجلَّ عند الدخول، وعند الطعام، وفيه تأكّد ذِكر اللَّه تعالى، والاهتمام بالتسمية عند دخول البيت، وعند الطعام، وهو اعتراف من العبد بأن هذا البيت، وهذا الطعام إنما رَزَقه اللَّه تعالى بفضله، وليس له فيه سبيل إلى تحصيله إلا بفضل من اللَّه تعالى، وتيسير، وتسخير منه، ومتى فعل ذلك صار فعله كله طاعة للَّه عزَّ وجلَّ وعبادةً، وأصبح وثيق العلاقة بربّه سبحانه وتعالى، وصار من الشاكرين، واللَّه تعالى يقول: {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (١٤٥)} [آل عمران: ١٤٥]، واللَّه تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جابر بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنهما- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١/ ٥٢٥١ و ٥٢٥٢](٢٠١٨)، و (البخاريّ) في "الأدب المفرد" (١/ ٣٧٦)، و (أبو داود) في "الأطعمة" (٣٧٦٥)، و (ابن ماجه) في "الدعاء" (٣٨٨٧)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ٣٨٣)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٦/ ٥٢) وفي "عمل اليوم والليلة" (١٧٨)، و (ابن حبّان) في