وهذا كلّه تقدّم غير مرّة، وإنما أعدته تذكيرًا؛ لطول العهد به، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بالتصغير بن عبد الله بن عُتبة، وصرّح في رواية للبخاريّ بتحديث عبيد الله للزهريّ، ولفظه:"عن الزهريّ قال: حدّثني عبيد الله بن عبد الله". (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ) الخدريّ - رضي الله عنه -، وصرّح عند البخاريّ بالسماع، ولفظه:"أنه سمع أبا سعيد الخدريّ يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى. . .". (قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ اخْتِنَاثِ الأَسْقِيَةِ)"الاختناث": افتعال من الْخَنْث، بالخاء المعجمة، والنون، والثاء المثلثة، وهو الانطواء، والتكسر، والانثناء، و"الأسقية": جمع السِّقاء، والمراد به المتَّخَذ من الأَدَم، صغيرًا كان، أو كبيرًا، وقيل: القربة قد تكون كبيرة، وقد تكون صغيرة، والسقاء لا يكون إلا صغيرًا، قاله في "الفتح"(١).
وقال النوويّ - رحمه الله -: قوله: "نَهَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن اختناث الأسقية"، وقال في الرواية الأخرى:"واختناثها أن يُقلَب رأسها، حتى يُشْرَب منه"،