للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما - أنه (قَالَ: سَقيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) بفتح القاف، من باب ضرب، يقال: سَقَيْتُ الزرعَ سَقْيًا، فأنا سَاقٍ، وهو مَسْقِيٌّ، على مَفْعول، ويقال للقناة الصغيرة: سَاقِيَةٌ؛ لأنها تَسْقِي الأرض، وأَسْقَيْتُهُ بالألف لغةٌ، وسَقَانَا اللهُ الغيثَ، وأَسْقَانَا، ومنهم من يقول: سَقَيْتُهُ: إذا كان بيدك، وأَسْقَيْتُهُ بالألف: إذا جَعَلت له سِقْيًا، وسَقَيْتُهُ، وأَسْقَيْتُهُ: دعوت له، فقلت له: سَقْيًا لَكَ، وفي الدعاء: "سُقْيَا رَحْمَةٍ، وَلا سُقْيَا عَذَابٍ"، على فُعْلى بالضم؛ أي: اسقنا غَيثًا فيه نفعٌ، بلا ضرر، ولا تخريب، والسِّقَايَةُ، بالكسر: الموضع يُتّخَذ لسقي الناس، قاله الفيّوميّ (١).

(مِنْ زَمْزَمَ) اسم لبئر مكة، ولا تُصرف؛ للتأنيث والعلميّة. (فَشَرِبَ، وَهُوَ قَائِمٌ) وفي رواية ابن ماجه من وجه آخر عن عاصم، في هذا الحديث: "قال - أي: عاصم -: فذكرت ذلك لعكرمة، فحَلَف أنه ما كان حينئذٍ إلا راكبًا"، وعند أبي داود من وجه آخر، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - طاف على بعيره، ثم أناخه بعد طوافه، فصلى ركعتين، فلعله - كما قال الحافظ - حينئذ شرب من زمزم قبل أن يعود إلى بعيره، ويخرج إلى الصفا، بل هذا هو الذي يتعيّن المصير إليه؛ لأن عمدة عكرمة في إنكار كونه شرب قائمًا إنما هو ما ثبت عنده أنه - صلى الله عليه وسلم - طاف على بعيره، وخرج إلى الصفا على بعيره، وسعى كذلك، لكن لا بدّ من تخلل ركعتي الطواف بين ذلك، وقد ثبت أنه صلاهما على الأرض، فما المانع من كونه شرب حينئذ من سقاية زمزم قائمًا؟ كما حفظه الشعبيّ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (٢)، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:


(١) "المصباح المنير" ١/ ٢٨١.
(٢) "الفتح" ١٢/ ٦٧٧، كتاب "الأشربة" رقم (٥٦١٧).