للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العرجون، و"العَذْق" - بفتح العين -: النخلة، وإنما قدَّم لهم هذا العرجون؛ لأنَّه الذي تيسَّر له بغير كلفة، لا سيما مع تحققه حاجتهم، ولأن فيه ألوانًا من التمر، والبسر، والرطب، ولأن الابتداء بما يتفكه به من الحلاوة أَولى من حيث إنه أقوى للمعدة؛ لأنَّه أسرع هَضْمًا. انتهى (١).

(فِيهِ بُسْرٌ) بضمّ، فسكون. قال ابن فارس: الْبُسْر من كل شيء: الْغَضّ، ونَباتٌ بُسْرٌ؛ أي: طريّ. انتهى (٢)، وقال المجد - رحمه الله -: الْبُسْر: التمرُ قبل إرطابه، واحدته بُسرة، وتُضمّ الميم. انتهى (٣).

(وَتَمْر) قال الفيّوميّ - رحمه الله -: "التمر": من ثمر النخل؛ كالزبيب من العنب، وهو اليابس بإجماع أهل اللغة؛ لأنه يُترك على النخل بعد إرطابه حتى يجفّ، أو يقارب، ثم يُقطع، ويُترك في الشمس حتى يَيْبَس، قال أبو حاتم: وربما جُدّت النخلة، وهي باسرة بعدما أَخَلّت؛ ليُخَفَّف عنها، أو لخوف السرقة، فتُترك حتى تكون تمرًا، الوا حدة: تَمْرَةٌ، والجمع: تُمُورٌ، وتُمْرَانٌ بالضمّ. انتهى (٤).

(وَرُطَبٌ) بضمّ، ففتح، بوزن صُرَد: نَضِيج الْبُسْر، واحدته بِهاء، قاله المجد - رحمه الله - (٥).

وقال الفيّوميّ - رحمه الله -: الرُّطَبُ: ثمر النخل إذا أَدْرك، ونَضَج قبل أن يتتمر، الواحدة رُطَبَةٌ، والجمع أَرْطَابٌ، وأَرْطَبَتِ البسرة إِرْطَابًا: بدا فيها التَّرْطِيبُ، والرُّطَبُ نوعان: أَحَدُهُمَا: لا يتتمّر، وإذا تأخر أَكْله تسارع إليه الفساد، والثَّانِي: يتتمّر، ويصير عجوةً، وثمرًا يابسًا. انتهى (٦).

(فَقَالَ) الأنصاريّ للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وصاحبيه - رضي الله عنهما - (كُلُوا مِنْ هَذِهِ) البسر، والتمر، والرطب، (وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ) بضمّ الميم، وكسرها، وسكون الدال: هي السكّين، وتقدّم بيانها مرّات.


(١) "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" ٥/ ٣٠٦.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٤٨.
(٣) "القاموس المحيط" ص ١٠٦.
(٤) "المصباح المنير" ١/ ٧٦ - ٧٧.
(٥) "القاموس المحيط" ص ٥١٣.
(٦) "المصباح المنير" ١/ ٢٣٠.