للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الْخَبَط (١)، منهم عيسى بن أبي عيسى، كان كوفيًّا، ثم انتقل إلى المدينة، وكان خيّاطًا، ثم ترك ذلك، وصار خبّاطًا، ثم ترك ذلك، وصار يبيع الحنطة، بل قال عن نفسه فيما حكاه ابن سعد: أنا خيّاطٌ، وحنّاطٌ، وخبّاطٌ، كلًّا عالجت.

ومثله موسى بن أبي مسلم، كان يوصف بالأوصاف الثلاثة، وإلى هذا أشار السيوطيّ - رحمه الله - في "ألفيّة الحديث"، فقال:

عِيسَى وَمُسْلِمٌ هُمَا حَنَّاطُ … وَإِنْ تَشَا خَبَّاطٌ اوْ خَيَّاطُ (٢)

(دَعَا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِطَعَامٍ صَنَعَهُ) كان الطعام المذكور ثريدًا، كما سيأتي بيانه. (قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ) - رضي الله عنه - (فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ، فَقَرَّبَ) بالبناء للفاعل؛ أي: أدنى ذلك الخيّاط (إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خُبْزًا مِنْ شَعِيرٍ، وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ) - بضم الدال المهملة، وتشديد الموحّدة، ممدود -، ويجوز القصر، حكاه القزّاز، وأنكره القرطبيّ: هو القرع، وقيل: خاصّ بالمستدير منه، ووقع في "شرح المهذّب" للنوويّ أنه القرع اليابس، قال الحافظ: وما أظنه إلا سهوًا، وهو اليقطين أيضًا، واحده دباة، ودُبّة، وكلام أبي عبيد الهرويّ يقتضي أن الهمزة زائدة، فإنه أخرجه في "دبب"، وأما الجوهريّ فأخرجه في المعتل، على أن همزته منقلبة، وهو أشبه بالصواب، لكن قال الزمخشريّ: لا ندري هي منقلبة عن واو، أو ياء. انتهى (٣).

(وَقَدِيدٌ) - بفتح القاف، وكسر الدال المهملة - قال المجد - رحمه الله -: هو اللحم الْمُشَرّرُ الْمُقَدَّدُ، أو ما قُطع منه طِوَالًا. انتهى (٤).

قال المرتضى: "الْمُشَرَّرُ": هو الذي قُطِعَ وشُرِّرَ، "المُقَدَّد"؛ أي: المَمْلُوحُ المُجَفَّفُ في الشمس. انتهى (٥).

(قَالَ أَنَسٌ) - رضي الله عنه - (فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَتَبَّعُ) بتاءين، من التتبّع، وفي


(١) الخبط بفتح الخاء المعجمة، والموحّدة: ما سقط من ورق الشجر.
(٢) راجع: "عمدة القاري" ١١/ ٢١٠، و"شرحي على ألفيّة الحديث" ٢/ ٣٣٧.
(٣) "الفتح" ١٢/ ٢٩٤، كتاب "الأطعمة" رقم (٥٣٧٩).
(٤) "القاموس المحيط" ص ١٠٣٣.
(٥) "تاج العروس" ١/ ٢١٩١.