فيه جياع أهله، فكان التمر إذ ذاك قُوْتُهم، كما يقول أهل الأندلس: بيت لا تِيْن فيه جياع أهله، قال ابن العربيّ رحمه الله: وأنا أقول: ما يناسب الخلقة والشرعة، وتصدقه التجربة: بيت لا زبيب فيه جياع أهله، وأهل كل قطر يقولون في قُوْتِهم مثله.
وقال الطيبيّ: الحديث يَحمِل على الحثّ على القناعة في بلاد يكثر فيها التمر، يعني بيت فيه تمر، وقَنِعوا به لا يجوع أهله، وإنما الجائع من ليس عنده تمر، وفيه تنبيه على مصلحة تحصيل القوت، وادّخاره. انتهى (١).
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عائشة -رضي الله عنهما- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١٤/ ٥٣٢٥ و ٥٣٢٦](٢٠٤٦)، و (أبو داود) في "الأطعمة"(٣/ ٣٦٢)، و (الترمذيّ) في "الأطعمة"(١٨١٥)، و (ابن ماجه) في "الأطعمة"(٣٣٢٧)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(٨/ ٣٠٦)، و (أحمد) في "مسنده"(٦/ ١٧٩ و ١٨٨)، و (الدارميّ) في "سننه"(٢/ ١٠٣ - ١٠٤)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٥٢٠٦)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٥/ ١٨٨ - ١٨٩)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط"(٥/ ٢٥٣ و ٧/ ٨٣)، و (أبو نعيم) في "الحلية"(١٠/ ٣١) وفي "أخبار أصبهان"(١/ ٩٢ و ٢/ ١١٦)، و (أبو الشيخ) في "الأمثال"(٢٣١)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٢٨٨٥)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): قال الحافظ ابن عمّار الشهيد رحمه الله في "علل الحديث": ووجدت فيه -يعني:"صحيح مسلم"- عن يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال:"لا يجوع أهل بيت عندهم التمر"، ورَوَى بهذا الإسناد أيضًا عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "نِعم الإدام الخلّ"، حدّثنا أحمد بن محمد بن القاسم الفَسَوِيّ، حدّثنا أحمد بن سفيان، حدّثنا أحمد بن صالح، حدّثنا يحيى بن حسان بهذين
(١) "فيض القدير على الجامع الصغير" للمناويّ رحمه الله ٣/ ٢٠٩.