للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثابت بن قيس، حكاه يحيى بن سلام. انتهى، وهو غلطٌ بَيِّنٌ، فإن أبا المتوكل الناجيّ تابعيّ مشهور، وليس له في القصة ذِكر، إلا أنه رواها مرسلة، أخرجها من طريق إسماعيل القاضي، وكذا ابن أبي الدنيا في "كتاب قرى الضيف"، وابن المنذر في تفسير هذه السورة، كلهم من طريق إسماعيل بن مسلم، عن أبي المتوكل: "أن رجلًا من المسلمين مكث ثلاثة أيام لا يجد شيئًا يُفطر عليه، حتى فَطِن له رجل من الأنصار، يقال له: ثابت بن قيس … " الحديث.

وقد تَبع ابنَ عسكر جماعةٌ من الشارحين ساكتين عن وَهَمه، فلهذا نبَّهت عليه، وتفطَّن شيخنا ابن الملَقِّن لقول ابن عسكر: إنه أبو المتوكل الناجيّ، فقال: هذا وَهَمٌ؛ لأن أبا المتوكل الناجيّ تابعيّ إجماعًا. انتهى، فكأنه جوّز أنه صحابيّ يكنى أبا المتوكل، وليس كذلك. انتهى (١).

(فَقَالَ: أَنَا)؛ أي: أنا أُضيفه هذه الليلة (يَا رَسُولَ اللهِ، فَانْطَلَقَ بِه)؛ أي: ذهب ذلك الأنصاريّ بذلك الرجل المجهودِ (إِلَى رَحْلِهِ)؛ أي: إلى منزله، ورحلُ الإنسان هو منزله، من حَجَر، أو مَدَر، أو شَعَر، أو وَبَر، قاله النوويّ -رحمه الله-.

قال الفيّوميّ -رحمه الله-: ورَحْلُ الشخص: مأواه في الحضر، ثمّ أُطلق على أمتعة المسافر؛ لأنها هناك مأواه. انتهى (٢).

وفي رواية للبخاريّ: "فذهب إلى أهله"، (فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ) لا يُعرف اسمها، وقال صاحب "التنبيه": قوله: "فقال لامرأته" إن كان أبا طلحة زيد بن سهل، فامرأته هي أمّ سُليم، وإن كان أبا طلحة ثانيًا، فذَكَر المختلعات منه في "التوضيح"، وإن كان عبد الله بن رواحة، فلا أعلم اسم زوجته. انتهى (٣).

(هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟)؛ أي: من الطعام، (قَالَتْ: لَا، إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي) بكسر الصاد وضمّها: جمع صبيّ.

قال في "الفتح": قوله: "إلا قوت صبياني" يَحْتَمِل أن يكون هو وامرأته تعشَّيَا، وكان صبيانهم حينئذ في شغلهم، أو نيامًا، فأخَّروا لهم ما يكفيهم، أو


(١) "الفتح" ١٠/ ٦٨٠ - ٦٨١، كتاب "التفسير" رقم (٤٨٨٩).
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٢٢٢.
(٣) "تنبيه المعلم" ص ٣٥٤.