للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهذا الحديث يدلّ على فضل أبي طلحة، وأهل بيته -رضي الله عنهم-، وأنَّهم المعنيون بقوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}، و"الخصاصة": الجوع والفاقة. انتهى (١).

٦ - (ومنها): مشروعيّة الاحتيال في إكرام الضيف إذا كان يمتنع منه، رفقًا بأهل المنزل؛ لقوله: "أطفئي السراج، وأَريه أنا نأكل"، فإنه لو رأى قلة الطعام، وأنهما لا يأكلان معه لامتنع من الأكل.

٧ - (ومنها): بيان سبب نزول الآية الكريمة، قال في "الفتح": هذا هو الأصح في سبب نزول هذه الآية، وعند ابن مردويه من طريق محارب بن دِثار، عن ابن عمر: "أُهدي لرجل رأس شاة، فقال: إن أخي وعياله أحوج منا إلى هذا، فبعث به إليه، فلم يزل يَبعث به واحد إلى آخر، حتى رجعت إلى الأول بعد سبعة، فنزلت"، ويَحْتَمِل أن تكون نزلت بسبب ذلك كله. انتهى (٢).

٨ - (ومنها): ما قاله في "الفتح": قيل: في الحديث دليل على نفوذ فعل الأب في الابن الصغير، وإن كان مطويًّا على ضرر خفيف، إذا كان في ذلك مصلحة دينية، أو دنيوية، وهو محمول على ما إذا عُرف بالعادة من الصغير الصبر على مثل ذلك، والعلم عند الله تعالى. انتهى (٣).

٩ - (ومنها): ما قال النوويّ -رحمه الله-: فيه فضيلةُ الإيثار، والحثّ عليه، وقد أجمع العلماء على فضيلة الإيثار بالطعام ونحوه من أمور الدنيا، وحظوظ النفوس، أما القربات فالأفضل أن لا يُوثر بها؛ لأن الحقّ فيها لله تعالى. انتهى (٤)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّل الكتاب قال:

[٥٣٤٩] (. . .) - (حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ بَاتَ بِهِ


(١) "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" ٥/ ٣٣٠.
(٢) "الفتح" ٨/ ٤٩٨، كتاب "مناقب الأنصار" رقم (٣٧٩٨).
(٣) "الفتح" ٨/ ٤٩٨، كتاب "مناقب الأنصار" رقم (٣٧٩٨).
(٤) شرح النوويّ" ١٤/ ١٢.