العَجَب، فقد ثبتت في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى:(بَلْ عَجِبْتُ) بضمّ التاء على إحدى القراءتين، وفي السُّنَّة الصحيحة، كهذا الحديث الصحيح، ثم إن العَجَب المثبَت لله ليس كعجب المخلوقين الذي منشأه غالبًا خفاء السبب، كما يقال: إذا ظهر السبب بطل العجب، وهذا النوع هو الممتنع على الله عز وجل؛ لأنه لا تخفى عليه خافية، ولكن العجب الثابت له يدلّ على عِظَم الشيء وتميّزه عن أمثاله فيما يوجب مدحًا أو ذمًّا (١)، وبالله تعالى التوفيق.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٢٠/ ٥٣٤٨ و ٥٣٤٩ و ٥٣٥٠](٢٠٥٤)، و (البخاريّ) في "مناقب الأنصار"(٣٧٩٨) و"التفسير"(٤٨٨٩) وفي "الأدب المفرد"(٧٤٠)، و (الترمذيّ) في "التفسير"(٣٣٠٤)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(١١٥٨٢)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٥٢٨٦)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(١١/ ٣٠)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٤/ ١٨٥) و"الأسماء والصفات"(٢/ ٢١٧)، و (الواحديّ) في "أسباب النزول"(ص ٢٨١)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): ما كان عليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأهل بيته من الزهد في الدنيا، والصبر على الجوع، وضِيْق حال الدنيا.
٢ - (ومنها): أنه ينبغي لكبير القوم أن يبدأ في مواساة الضيف، ومن يَطرُقهم بنفسه، فيواسيه من ماله أوّلًا بما يتيسَّر إن أمكنه، ثم يطلب له على سبيل التعاون على البرّ والتقوى من أصحابه.
٣ - (ومنها): المواساة في حال الشدائد.
٤ - (ومنها): فضيلة إكرام الضيف، وإيثاره.
٥ - (ومنها): منقبة لهذا الأنصاريّ وامرأته -رضي الله عنهما-، وقال القرطبيّ رحمه الله:
(١) راجع ما كتبه الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البرّاك تعليقًا على هامش: "الفتح" ١٠/ ٦٨١.