وأخرج الترمذيّ رحمه الله في "جامعه" ٤/ ٥٥١، عن الحسن، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من يأخذ عني هؤلاء الكلمات، فيعمل بهنّ، أو يعلِّم من يعمل بهنّ؟ "، فقال أبو هريرة: فقلت: أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي، فعَدّ خمسًا، وقال: "اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تُكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب". قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان، والحسن لم يسمع عن أبي هريرة شيئًا، هكذا رُوي عن أيوب، ويونس بن عبيد، وعلي بن زيد، قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة، ورَوَى أبو عبيدة الناجيّ، عن الحسن، هذا الحديث قولَهُ، ولم يذكر فيه: "عن أبي هريرة، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-". انتهى. قال الجامع عفا الله عنه: سماع الحسن البصريّ من أبي هريرة -رضي الله عنه- مختلفٌ فيه، والصحيح أنه سمع منه، كما حقّقته في "شرح النسائيّ"، وهذا الحديث صححه الشيخ الألبانيّ رحمه الله في "الصحيحة" ٢/ ٣٢، وغيرها. (٢) "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" ٥/ ٣٣٤ - ٣٣٥.