للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اعتَمَد عليه بجُمْعِ كفّه يَغْمِزُهُ (١). (ثُمَّ جَاء رَجُلٌ مُشْرِكٌ) قال الحافظ: لم أقف على اسمه، ولا على اسم صاحب الصاع المذكور (٢). (مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ) -بضم الميم، وسكون المعجمة، بعدها مهملة، وآخره نون ثقيلة- فسّره البخاريّ في آخر الحديث في رواية المستملي بأنه الطويل جدًّا فوق الطول، وزاد غيره مع إفراد الطول: شعث الرأس، وَيحْتَمِل أن يكون قوله: "طويل" تفسيرًا لـ "المشعانّ"، وقال القزاز: المشعانّ: الجافي الثائر الرأس، أفاده في "الفتح" (٣).

وقال النوويّ: "المشعانّ": -بضم الميم، وإسكان الشين المعجمة، وتشديد النون-: منتفش الشعر، ومتفرقه. انتهى (٤).

(بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا) متعلّق بـ "جاء"، (فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَبَيْعٌ، أَمْ عَطِيَّةٌ) بالرفع؛ أي: هي بيع؛ أي: مبيعة، أو هي عطيّة، ووقع عند البخاريّ بلفظ: "أبيعًا، أم عطيّةً"، فيكون النصب بفعل مقدّر؛ أي: أتبيع بيعًا، أم تُعطي عطيّةً؟ وقوله: (أَوْ قَالَ- أَمْ هِبَةٌ؟ ") "أو" هنا للشكّ من الراوي، هل قال: "عطيّةٌ"، أم قال: "هديّةٌ". (فَقَالَ) الرجل (لَا)؛ أي: ليست عطيّة، (بَلْ) هي (بَيْعٌ)؛ أي: مبيعة، أبيعها لمن يشتري منّي. (فَاشْتَرَى) النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (مِنْهُ)؛ أي: من ذلك الرجل، وفي رواية الكشميهني: "فاشترى منها"؛ أي: من تلك الغنم (شَاةً) واحدةً، (فَصُنِعَتْ) بالبناء للمفعول؛ أي: ذُبحت، وأُصلحت للأكل، (وَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِسَوَادِ الْبَطْنِ) هو الكبد، أو كلّ ما في البطن من كبد وغيرها، واستبعد القرطبيّ الاحتمال الثاني، ونصّه: و"سواد البطن" هو الكبد، وقيل: هو جميع الحشا، وفيه بُعدٌ. انتهى (٥). (أَنْ يُشْوَى) بالبناء للمفعول؛ أي: أن يُنضَج بالنار، يقال: شَوَيْتُ اللحمَ أَشْوِيهِ شيًّا، فانشوى، مثلُ كَسَرته، فانكسر، وهو مَشْوِيٌّ، وأصله مفعول، وأَشْوَيْتُهُ بالألف لغة، واشْتَوَيْتُهُ على افتعلت، مثلُ


(١) "القاموس المحيط" ص ٨٤٥.
(٢) "الفتح" ٦/ ٤٦٩، كتاب "الهبة" رقم (٢٦١٨).
(٣) "الفتح" ٦/ ٤٦٩، كتاب "الهبة" رقم (٢٦١٨).
(٤) "شرح النوويّ" ١٤/ ١٦.
(٥) "المفهم أشكل من تلخيص كتاب مسلم" ٥/ ٣٣٥.