للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شَوَيْتُهُ، قالوا: ولا يقال في المطاوع: فَاشْتَوَى على افتعل، فإن الافتعال فعل الفاعل، والشِّوَاءُ بالمد فِعَالٌ، بمعنى مفعول، مثل كِتاب، وبساطٍ، بمعنى مكتوب، ومبسوطٍ، وله نظائر كثيرة، وأَشْوَيْتُ القومَ بالألف: أطعمتهم الشِّوَاءَ، قاله الفيّوميّ رحمه الله (١).

فقوله: "أن يُشوى" بدل من "سواد البطن"؛ أي: أمر بشيّه، والله تعالى أعلم.

(قَالَ) عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنهما-، وقوله: (وَايْمُ اللهِ) مبتدأ خبره محذوف؛ أي: وايم الله؛ أي: يمين الله قَسَمي، وقد تقدّم أنه يقال بقطع الهمزة، ووَصْلها، وغير ذلك من اللغات (٢).

وقال القرطبيّ رحمه الله: قوله: "وايم الله" قَسَمٌ بيمن الله، وبركته، وأَلِفه أَلِف وَصْل، وفيه لغات قد ذُكرت، وهذا قول سيبويه، وقال الفراء: ألفه ألف قطع، وهي عنده: جمع يمين، والذي قاله سيبويه أَولى سماعًا، وقياسًا، بدليل الحذف الذي دخل الكلمة في اللغات التي رُوي فيها. انتهى (٣).

وقال في "العمدة": قوله: "وايم الله" هو: قَسَمٌ، يعني من ألفاظ القسم، نحو: لَعَمْر الله، وعَهْد الله، وفيه لغات كثيرة، وتُفتح همزتها، وتُكسر، وهي همزة وصل، وقد تُقطع، وأهل الكوفة من النحاة يزعمون أنه جَمْع يمين، وغيرهم يقولون: هو اسم موضوع للقسم. انتهى (٤).

(مَا) نافية؛ أي: ما أحدٌ (مِنَ الثَّلَاثينَ وَمِائَةٍ إِلَّا حَزَّ)؛ أي: قَطَع (لَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حُزَّةً حُزَّةً)؛ أي: قطعةً قطعةً، والحزّة: القطعة من اللحم تُقطع طولًا، والجمع: الْحُزَزُ، مثلُ غُرْفة وغُرَفٍ، ويقال: حَزَزتُ الخشبةَ حَزًّا، من باب قتل: فَرَضتها، والْحَزّ: الفَرْض، وحُزّة السراويل، مثلُ الْحُجْزة، ويقال: الْحُزّة: الْعُنُق، أفاده الفيّوميّ (٥).


(١) "المصباح المنير" ١/ ٣٢٨.
(٢) راجع: "الفتح" ٦/ ٤٦٩، كتاب "الهبة" رقم (٢٦١٨).
(٣) "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" ٥/ ٣٣٥.
(٤) "عمدة القاري" ١٣/ ١٧٢.
(٥) "المصباح المنير" ١/ ١٣٣.