للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال المجد: والْحُزّة بالضمّ: الْحُجْزة، والْعُنُق، وقطعةٌ من اللحم قُطعت طُولًا، أو خاصّ بالكبد. انتهى (١).

(مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ) الواحد منهم (شَاهِدًا)؛ أي: حاضرًا في المجلس، (أَعْطَاهُ) النبيّ -صلى الله عليه وسلم- نصيبه، وفي رواية البخاريّ: "أعطاه إياه"، قال في "الفتح": هو من القلب، وأصله أعطاه إياها. انتهى (٢). (وَإِنْ كَانَ غَائِبًا) عن المجلس (خبَأَ لَهُ)؛ أي: أخفاها، وحفظها حتى يحضر، ويأخذ نصيبه. (قَالَ) عبد الرحمن -رضي الله عنه- (وَجَعَلَ)؛ أي: أمر -صلى الله عليه وسلم- أن يُجعل ذلك الطعام (قَصْعَتَيْنِ) بفتح القاف: تثنية قَصْعة، وهي الصَّحْفة، وجَمْعها قَصَعَاتٌ، محرّكةً، وقِصَعٌ، كعِنَبٍ، وقصاعٌ، كجبال (٣). (فَأَكَلْنَا مِنْهُمَا)؛ أي: من القصعتين، وقوله: (أجْمَعُونَ) توكيد لـ "نا"، (وَشَبِعْنَا) قال في "الفتح": يَحْتَمِل أن يكونوا اجتمعوا على القصعتين، فيكون فيه معجزة أخرى؛ لكونهما وَسِعتا أيدي القوم، ويَحْتَمِل أن يريد أنهم أكلوا كلهم في الجملة، أعمَّ من الاجتماع والافتراق. انتهى (٤).

(وَفَضَلَ) بفتح الضاد، من باب بصر؛ أي: بَقِي، وفي لغة: فَضِل يَفْضَلُ، من باب تَعِبَ، وفيه أيضًا فَضِل بالكسر، يَفْضُل بالضمّ، لكنها ليست لغة أصليّةً، وإنما هي من باب تداخل اللغتين، ونظيره في السالم: نَعِمَ يَنْعُمُ، ونَكِلَ يَنْكُلُ، وفي المعتلّ: دِمْتَ تَدُومُ، ومِتَّ تَمُوتُ، ويقال أيضًا: فَضَلَ يفْضُلُ من باب نصر: إذا زاد، وخُذِ الفضل؛ أي: الزيادة، والجمع: فضول (٥). (فِي الْقَصْعَتَيْنِ)؛ أي: بقي بعض الطعام في القصعتين، (فَحَمَلْتُهُ)؛ أي: القدر الفاضل من ذلك الطعام، (عَلَى الْبَعِيرِ) وفي رواية البخاريّ: "ففضلت القصعتان، فحملناه"، قال في "الفتح"؛ أي: حملنا الطعام، ولو أراد القصعتين لقال: حملناهما. انتهى (٦).


(١) "القاموس المحيط" ص ٢٨٥.
(٢) راجع: "الفتح" ٦/ ٤٦٩، كتاب "الهبة" رقم (٢٦١٨).
(٣) "القاموس المحيط" ص ١٠٦٤.
(٤) راجع: "الفتح" ٦/ ٤٦٩، كتاب "الهبة" رقم (٢٦١٨).
(٥) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٤٧٥.
(٦) راجع: "الفتح" ٦/ ٤٧٠، كتاب "الهبة" رقم (٢٦١٨).