للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ) الصدّيق -رضي الله عنهما- (أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ) -بضمّ الصاد المهملة، وتشديد الفاء-: مكان في مؤخَّر المسجد النبويّ، مظلَّلٌ، أُعِدّ لنزول الغرباء فيه، ممن لا مأوى له، ولا أهل، وكانوا يَكثرون فيه، ويُقلّون بحسب من يتزوج منهم، أو يموت، أو يسافر، وقد سرد أسماءهم أبو نعيم في "الحلية"، فزادوا على المائة، كذا ذكره الحافظ في "الفتح" في "باب علامات النبوة"، وقال في "كتاب الرقاق": وقد اعتنى بجمع أسماء أهل الصفة أبو سعيد ابن الأعرابيّ، وتبعه أبو عبد الرحمن السُّلَميّ، فزاد أسماء، وجمع بينهما أبو نعيم في أوائل "الحلية"، فَسَرَد جميع ذلك (١).

وقال القرطبيّ رحمه الله: "الصُّفة": سَقِيفة المسجد، كانت منزلًا للغرباء والمهاجرين، وكانوا ضيف الإسلام، وكانوا يحتطبون في النهار، ويسقون الماء لأبيات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويقرؤون القرآن بالليل، ويصلُّون، هكذا وَصَفَهم البخاريّ وغيره. انتهى (٢).

(كَانُوا نَاسًا فُقَرَاءَ) وفي رواية للبخاريّ في "الرقاق": "وأهل الصفّة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل، ولا مال، ولا على أحد، إذا أتته صدقةٌ بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئًا، وإذا أتته هديّةٌ أرسل إليهم، وأصاب منها، وأشركهم فيها".

وفي حديث طلحة بن عمرو عند أحمد، وابن حبان، والحاكم: "كان الرجل إذا قَدِم على النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وكان له بالمدينة عَريف نزل عليه، فإذا لم يكن له عريف نزل مع أصحاب الصفة"، وفي مرسل يزيد بن عبد الله بن قُسيط عند ابن سعد: "كان أهل الصفة ناسًا فقراء، لا منازل لهم، فكانوا ينامون في المسجد، لا مأوى لهم غيره"، وله من طريق نُعيم المجمر، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: "كنت من أهل الصفّة، وكنا إذا أمسينا حضرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيأمر كلَّ رجل، فينصرف برجل، أو أكثر، فيبقى من بقي عشرةٌ، أو أقلّ، أو أكثر، فيأتي النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعشائه، فنتعشى معه، فإذا فرغنا قال: ناموا في المسجد".


(١) "الفتح" ١٤/ ٥٨٢، كتاب "الرقاق" رقم (٦٤٥٢).
(٢) "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" ٥/ ٣٣٦.