للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (أَنَا) مبتدأ ثانٍ، (وَأَبِي وَأُمِّي) معطوفان على "أنا"، وخبر المبتدأ الثاني محذوف؛ لدلالة السياق عليه؛ أي: في الدار.

[تنبيه]: قوله: "فهو أنا … إلخ" هكذا في النسخة الهنديّة، والنسخة التي شرح عليها الأبيّ، وهو الذي في "صحيح البخاريّ"، ووقع في معظم النسخ: "وأنا" بالواو وهو غلطٌ، والظاهر أنه من بعض النسّاخ، فليُتنبّه، والله تعالى أعلم.

وقوله: (وَلَا أَدْرِي هَلْ قَالَ) هو من كلام أبي عثمان النّهديّ شكّ فيما قاله عبد الرَّحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما -، هل قال عاطفًا على ما سبق: (وَامْرَأَتِي، وَخَادِمٌ) يُطلق على الذكر والأنثى، والخادمة في المؤنّث بالهاء قليل، والجمع: خَدَمٌ، وخُدّام (١).

قال في "الفتح": الخادم المذكورة لَمْ أعرف اسمها. انتهى.

وقوله: (بَيْنَ بَيْتِنَا وَبَيْتِ أَبِي بَكْرٍ) بنصب "بين" على الظرفيّة، متعلّق بـ"خادم"، يعني أن خدمتها مشتركة بين بيتنا، وبين أبي بكر - رضي الله عنه -.

[تنبيه]: أمّ عبد الرَّحمن هي أم رُومان، مشهورة بكنيتها، واسمها زينب، وقيل: وَعْلة بنت عامر بن عويمر، وقيل: عميرة من ذرية الحارث بن غَنْم بن مالك بن كنانة، كانت قبل أبي بكر عند الحارث بن سَخْبرة الأزديّ، فقَدِم مكة، فمات، وخلَّف منها ابنه الطفيل، فتزوجها أبو بكر، فولدت له عبد الرَّحمن وعائشة، وأسلمت أم رُومان قديمًا، وهاجرت، ومعها عائشة، وأما عبد الرَّحمن فتأخر إسلامه، وهِجْرته إلى هُدْنة الحديبية، فقَدِم في سنة سبع، أو أول سنة ثمان.

واسم امرأته والدة أكبر أولاده أبي عَتِيق محمد: أُميمة بنت عديّ بن قيس السَّهْميّة، قاله في "الفتح" (٢).

(قَالَ) عبد الرَّحمن (وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ) الصدّيق - رضي الله عنه - (تَعَشَّى)؛ أي: أكل الْعَشَاء بالفتح، والمدّ، وهو الطعام الذي يؤكل وقت الْعِشاء، (عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،


(١) "المصباح المنير" ١/ ١٦٥.
(٢) "الفتح" ٨/ ٢٤٨، كتاب "المناقب" رقم (٣٥٨١).