للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"ليمن الله"، الأخيرة نقلها الجوهريّ، وحينئذ يذهب الألف في الوصل، قال نصيب [من الطويل]:

فَقَالَ فَرِيقُ الْقَوْمِ لَمَّا نَشَدتُهُمْ … نَعَمْ وَفَرِيقٌ لَيْمُنُ اللهِ مَا نَدْرِي

كلّ ذلك اسم وُضع للقسم، وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير: أيمن الله قَسَمي، وايمن الله ما أُقسم به. انتهى ببعض تصرّف (١).

(مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إِلَّا رَبَا)؛ أي: زاد (مِنْ أَسْفَلِهَا)؛ أي: من الموضع الذي أُخذت منه، (أَكْثَرُ مِنْهَا) ضبطوا "أكثر" في المواضع كلّها بالباء الموحّدة، وبالثاء المثلّثة. (قَالَ) عبد الرَّحمن (حَتَّى شَبِعْنَا) بكسر الباء، قال المجد: الشَّبْعُ بالفتح، وكعِنَبٍ: ضدّ الجوع، شَبعَ كسَمِنَ خُبزًا ولحمًا، ومنهما، وأشبعته من الجوع، والشِّبْعُ بالكسر، وكعِنَبٍ: اسم ما أشبعك. انتهى (٢). (وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ) - رضي الله عنه - (فَإِذَا هِيَ)؛ أي: الجفنة التي فيها الطعام (كَمَا هِيّ)؛ أي: كما كانت أوّلًا (أَو أَكْثَرُ) من الأول. (قَالَ) أبو بكر (لِامْرَأَتِهِ) أمّ رُومان (يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ، مَا هَذَا؟) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هذا خطاب من أبي بكر لامرأته أمّ رُومان - رضي الله عنهما -، ومعناه: يا من هي من بني فراس، قال القاضي: فراس هو ابن غَنْم بن مالك بن كنانة، ولا خلاف في نسب أم رومان إلى غنم بن مالك، واختلفوا في كيفية انتسابها إلى غنم اختلافًا كثيرًا، واختلفوا هل هي من بني فِراس بن غنم، أم من بني الحارث بن غنم؟ وهذا الحديث الصحيح يؤيّد كونها من بني فراس بن غنم. انتهى (٣).

وقال في "الفتح": وبنو فِراس - بكسر الفاء، وتخفيف الراء، وآخره مهملة - ابن غنم بن مالك بن كنانة، وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: التقدير: يا مَن هي من بني فراس، وفيه نظر، والعرب تُطلِق على من كان منتسبًا إلى قبيلة أنه أخوهم، كما قال ضمام: أنا أخو بني سعد بن بكر.

وقد تقدم أن أم رُومان من ذرية الحارث بن غنم، وهو أخو فراس بن


(١) "تاج العروس من جواهر القاموس" ١/ ٨٢٠٣.
(٢) "القاموس المحيط" ص ٦٦٤.
(٣) "شرح النوويّ" ١٤/ ٢٠.