للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قصد، قاله المجد - رَحِمَهُ اللهُ - (١).

وقوله: (جِئْنَا بِقِرَاهُمْ) بكسر القاف، والقصر، يقال: قَرَيتُ الضيفَ أقريه، من باب رَمَي، قِرَى بالكسر، والقصر، وبالفتح والمدّ: إذا أضفته (٢).

وقوله: (حَتى يَجِيءَ أَبُو مَنْزِلِنَا)؛ أي: صاحبه.

وقوله: (إِنَّهُ رَجُلٌ حَدِيدٌ)؛ أي: فيه قُوّةٌ وصلابةٌ، ويَغضَب لانتهاك الحرمات والتقصير في ضيفه، ونحو ذلك (٣).

وقوله: (لَمْ يَبْدَأْ بِشَيْءٍ أَوَّلَ مِنْهُمْ) بجرّ "أول" صفة لـ"شيء"، وهو غير منصرف للصفة ووزن الفعل، وهو بمعنى أسبق.

[تنبيه]: "أوّل" أصله أوأل، قُلبت الهمزة التي بعد الواو واوًا، وأُدغمت الواو الأُولى فيها، فصار أَوَّل، وقيل: وَوْأل، قُلبت الواو الأولى همزةً، وقُلبت الهمزة التي بعد الواو واوًا، وأُدغمت الواو الأولى فيها، ففيه أعمالٌ ثلاثٌ، وعلى القول الأول عَملان، ولذا رُجّح بقلّة الأعمال التصريفيّة فيه، قال الحفنيّ: وبدليل قولهم في الجمع أوائل بالهمز، ولم يقولوا: أواول، وهو لا يستلزم ثانيًا؛ لأنَّ معناه: ابتداء الشيء، ويستعمل صفةً بمعنى أسبق، فيُمنع من الصرف؛ للوصفيّة ووزن الفعل، ويمتنع حينئذ تأنيثه بالتاء، ودخول "من" عليه، ويُستعمل اسمًا بمعنى سابق، نحو لقِيته عامًا أَوَّلا، نحو قولهم: ما له أوّلٌ ولا آخرٌ، فيُصرف، ويؤنّث بالتاء، ويُستعمل ظرفًا، نحو رأيت الهلال أوّل الناس؛ أي: قبلهم، قال ابن هشام: وهذا هو الذي إن قُطع عن الإضافة بُني على الضمّ. انتهى كلام الحفنيّ، ونظم الأجهوريّ ذلك، فقال [من الطويل]:

إِذَا أَوَّلٌ قَدْ جَاءَ مَعْنَاهُ أَسْبَقُ … فَمَنْعُ انْصِرَافٍ فِيهِ أَمْرٌ مُحَتَّمُ

لِوَصْفٍ وَوَزْنِ الْفِعْلِ فِيهِ أَيَا فَتًى … فَكُنْ حَافِظًا لِلْعِلْمِ تَحْظَى وَتَغْتَمُ

وَمَا جَاءَ ظَرْفًا مِثْلَ قَبْلُ فَذَا لَهُ … كَقَبْلُ مِنَ الأَحْوَالِ وَاللهُ أَعْلَمْ

انتهى من "حاشية محمد عبادة العدويّ على شرح شُذور الذهب" (٤).


(١) "القاموس المحيط" ص ٩٩٠.
(٢) "القاموس المحيط" ص ١٠٥٣.
(٣) "شرح النوويّ" ١٤/ ٢١.
(٤) "حاشية محمد عبادة العدويّ على شرح شُذور الذهب" ١/ ٦.